مقدمات نشرات الأخبار المسائية – 13 آذار 2022

المشهد الانتخابي بدأ يكتسب طابع السخونة المتدرجة مع انتهاء عملية تسجيل الترشيحات إلى الانتخابات منتصف ليل الثلثاء المقبل لتبدأ بعدها عملية تسجيل اللوائح الانتخابية التي تنتهي مهلتها في الرابع من نيسان. القوى السياسية في حالة استنفار قصوى ترشيحا وتحالفا وتفاهما تحضيرا لاستحقاق 15 أيار الذي يراهن عليه الجميع بهدف التغيير.

هذا الهدف كلامه السياسي صاخب وفي هذا الاطار تحدث رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قائلا نحن صمدنا و”كهرباء بدنا نجيب، وسدود بدنا نعمر ونفط وغاز بدنا نستخرج وبدنا نسترد نظام ودولة بدنا نبني واضاف هناك حزب كبير في لبنان هو حزب الفساد، وهو مثل الحرباء المتلونة.

وغدا الاثنين، يعقد رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤتمرا صحافيا في عين التينة، يخصصه لملف الانتخابات النيابية ويسبقه اطلاق حزب “القوات اللبنانية” حملته الانتخابية، في ذكرى الرابع عشر من آذار وستكون كلمة لرئيس الحزب سمير جعجع.

وفي المشهد الحياتي العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان اشتدت قساوتها خصوصا في المناطق البقاعية والشمالية والجبلية النائية في غياب التدفئة مع الارتفاع الحارق لاسعار المازوت والتي تفاوتت بين منطقة واخرى في عملية احتكار للمحروقات لبيعها في السوق السوداء.

أما في شرق اوروبا ومع استمرار الحرب الروسية في اوكرانيا وعلى الرغم من العقوبات الخانقة المفروضة على روسيا لثنيها عن تلك الحرب ووقفها، فهي شنت اليوم غارة جوية روسية استهدفت ساحة تدريب عسكرية أوكرانية كبيرة بالقرب من الحدود البولندية اسفرت عن مقتل 35 شخصا على الأقل وإصابة 134 آخرين، فيما كانت مدن ميكولاييف ولفيف وماريوبول تشهد قصفا نوعيا مع استمرار الاستعدادات لمحاصرة العاصمة كييف.

والحرب في شرق اوروبا لم تحجب تطورا عسكريا اقليميا خطيرا مع اعلان الحرس الثوري الإيراني المسؤولية عن هجمات بصواريخ دقيقة على مراكز استراتيجية إسرائيلية في أربيل عاصمة إقليم كردستان شمال العراق محذرا من أي تكرار لاعتداءات إسرائيل سيقابل برد قاس وحاسم ومدمر. وتزامنت الخطوة الايرانية العسكرية مع اعلان ايران ومن طرف واحد تأجيل الجولة الخامسة من الحوار مع السعودية والتي كانت مقررة في العراق الاربعاء.


“زاح” الضوء قليلا عن أوكرانيا ليسلط لفترة على أربيل، للمرة الأولى تقصف إيران أربيل بصواريخ بالستية استهدفت السفارة الأميركية، ومراكز استراتيجية اسرائيلية كما قال الحرس الثوري الإيراني في بيانه. إعلان الحرس الثوري مسؤوليته يوازي في خطورته القصف في حد ذاته. في المقابل نفي من أربيل أن يكون هناك مركز اسرائيلي. واشنطن فهمت الرسالة فأعلنت أنها تتشاور مع حكومتي العراق وإقليم كردستان لمساعدتهما في الحصول على قدرات دفاع صاروخي.

في حرب روسيا على أوكرانيا، العنوان البارز اليوم التهديد الذي أطلقه مستشار الأمن القومي الأمريكي، وفيه أنه إذا أطلقت روسيا رصاصة على أرض تابعة لحلف شمال الأطلسي فسيفعل ذلك المادة الخامسة وسيدفع الحلف بقوته الكاملة للرد على ذلك. ومن التلويح بالقوة الأميركية إلى أقوى إدانة فاتيكانية، البابا فرنسيس وصف غزو أوكرانيا بأنه “عدوان مسلح غير مقبول” ويجب أن يتوقف.

وفي سياق الحرب الروسية الاوكرانية، نشير إلى اجتماع بالغ الأهمية سينعقد غدا بين الصين وأميركا في إيطاليا وهو الأول من نوعه منذ اندلاع حرب أوكرانيا.

ومن الصواريخ البالستية على أربيل والحرب الروسية على أوكرانيا، إلى حروب الإنتخابات النيابية في لبنان. اليوم “دور” رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي وضع “كل العالم بضهرو” باستثناء حزب الله علنا وحركة أمل ضمنا. حيد وليد جنبلاط واستثنى سعد الحريري، لكنه في المقابل، هاجم الأحزاب وشخصيات مسيحية، من القوات اللبنانية إلى حزب الكتائب إلى تيار المردة إلى حركة الإستقلال إلى نعمت افرام ومجد حرب. هاجم إيلي الفرزلي وميشال معوض ونعمت افرام وميشال ضاهر وشامل روكز، ووصفهم “متل الحراميي بالليل” من خلال قوله: “عربشوا على اكتافنا بانتخابات 2018، ولما حان موعد المواجهة، هربوا من التكتل متل الحراميي بالليل، اسألوا البيك ابن البيك عن تحالفه مع الشيخ ابن الشيخ بإسم الثورة والتغيير (وهذا الكلام بمثابة هجوم على ميشال معوض ومجد حرب) اسألوا ابن الثورة الحمراء عن تحالفه مع ابن الثورة الملونة؛ اسألوا ابن الفساد عن تحالفه مع ابن الثورة الكاذبة (وهذا هجوم على مجد حرب وسامي الجميل).

أعنف هجوم على القوات، فقال عنهم: “بالماضي فوتوا البارودة على مجتمعنا وعملوا انتفاضات واغتيالات، وهلق عم يفوتوا المال السياسي على مجتمعنا ليفسدوه”. سخر من المعارضة “افترضوا انهم ربحوا الانتخابات وصاروا الأكثرية الوهمية، رح ينزعوا سلاح حزب الله؟ وصف ثورة 17 تشرين بالثورة الكاذبة. في المقابل، أشاد بحزب الله فقال: “يلي مد النا ايده للتحالف الانتخابي هو حزب الله”، أما عن حركة أمل فقال، من دون أن يسميها: “منقعد بلائحة انتخابية ليوم الانتخاب، وبعدها كل واحد منا بيروح بيقعد بكتلته”، واللافت في خطاب باسيل أنه خصص خمسين سطرا تقريبا من خطابه ليبرر تحالفه مع أمل.

هاجم رفيق الحريري من خلال حديثه عن أن “الأخطر، سياستهم المالية من ال90، تفقير لبنان واللبنانيين لإخضاعهم ويصيروا اسرى الحل المفروض عليهم؛ بالمختصر صفقة القرن وتوطين الفلسطينيين”. تذكر حرب التحرير لكنه لم يذكر أنها كانت ضد سوريا، فأسقط كلمة سوريا من خلال قوله: “ب14 آذار 89، اطلق الجنرال معركة تحرير السيادة”.
في موضوع المرفأ تعمد تجهيل المعرقل فسأل: “وين ساكتين عن عدم صدور القرار الظني؟
باسيل اختصر طرحه بالرد على شعار “كلن يعني كلن، بقوله: كلن الا نحنا”.

تيار المستقبل، في المقابل، يشدد على قرار عدم الانخراط في الانتخابات، فأكد في بيان له، “التمني على كل من تقدم باستقالته وأعلن ترشيحه للانتخابات النيابية عدم استخدام اسم التيار أو شعاراته أو رموزه في الحملات الانتخابية”. كما شدد على امتناع المنتسبين، عن التسويق لمشاريع انتخابية أو لأي من المرشحين وعدم المشاركة في أي نشاطات أو ماكينات انتخابية.

هل ننتخب في أيار؟ ومن ننتخب؟ ولماذا؟ أسئلة يطرحها اللبنانيون اليوم في ما بينهم، وسيطرحونها أكثر مع إقفال باب الترشيحات الثلاثاء المقبل، وباب تسجيل اللوائح في الرابع من نيسان، لتتضح صورة الخيارات المتاحة أكثر، ويصبح القرار واجبا ومسؤولية.
هل ننتخب في أيار؟

الجواب المنطقي يفترض ان يكون “نعم”، لأن عدم الانتخاب هو بكل بساطة انتخاب غير مباشر لغير المستحقين. أما المقاطعة، فأثبت تجارب التسعينات أنها، وإن كانت تجدي لناحية تسجيل المواقف المبدئية، لكنها عمليا تخلي الساحة أمام الآخرين، المتحينين الفرص لاصطياد المقاعد كيفما كان.

أما بالنسبة إلى سؤال من ننتخب، فالاحتمالات كثيرة:
القوى السياسية أنجزت ترشيحاتها وفي طور تركيب اللوائح. وبرامجها الانتخابية هي في تاريخها، أكثر من منه في الحبر على الورق. وكذلك الحال بالنسبة الى بعض الشخصيات التي صاغت لوائحها لخوض المنافسة، فيما القوى الناشئة عن احتجاجات السابع عشر من تشرين، لا تزال تبحث عن توحيد قواها، ليتضح يوما بعد يوم أن عدوها الانتخابي الأول اليوم، ليس إلا الأطراف المتسلقة، أي أحزاب السلطة التي قفزت من القارب وهو يغرق، متنصلة من كل مسؤولية، وراكبة موجة التغيير، أو بتعبير رئيس التيار الوطني الحر اليوم “تلونت كالحرباية”.

وكم تعيدنا “حربايات” السياسة اللبنانية، التي شاركت في كل المجالس النيابية والحكومات أبا عن جد من الطائف لتدعي العفة اليوم، إلى الشخصيات والقوى التي زحفت عند أعتاب الوصي والمحتل، قبل أن تخلع عنها فجأة رداء العمالة، وتتنكر بزي الحرية والسيادة والاستقلال بعد 14 آذار 2005.

ولنا عودة الى ذكرى الرابع عشر من آذار، لكن قبل الدخول في سياق النشرة، ولأننا على مسافة شهرين تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية”.


من يستمع الى جبران باسيل اليوم يتأكد له ان معركة الانتخابات بدأت. فرئيس التيار الوطني الحر استعمل كل ما في القاموس السياسي من شعارات شعبوية وتعابير تعبوية، بقصد دغدغة عواطف الناس ومشاعرهم. لكن اللافت ان باسيل طبعة 2022 هو غير باسيل طبعة عام 2018. ففي الانتخابات السابقة استعان نائب البترون بكلمة “البلطجي” ليهاجم الرئيس نبيه بري، وليكسب تعاطف المسيحيين وتأييدهم، وليصور نفسه انه المدافع الاول عن حقوقهم. اما اليوم فهو لا يستطيع الهجوم على الرئيس نبيه بري، بل يسعى الى التحالف معه بهندسة انتخابية عرابها حزب الله. لذا ركز هجومه على اثنين: القوات اللبنانية وقوى الثورة، مطلقا صفة الحرباية عليهما. وهو في الهجومين لم يكن مقنعا. اذ صور نفسه بمظهر الضحية، فيما اعتبر جميع الآخرين بمثابة مجرمين او سارقين او فاسدين. فهل تنطلي هذه الاقاويل على احد بعد؟ وهل من يصدق ان التيار الوطني الحر ورئيسه لا دخل لهما بكل ما حصل في البلد من انهيار؟ بل هل من يصدق جبران باسيل عندما يتباكى على المودعين ويدعي انه سيخوض معركة لاستعادة اموالهم؟ فاين كان عند حصول الانهيار الاقتصادي والمالي؟ ألم يكن هو وتياره في الحكومة؟ وألم يكن ميشال عون في رئاسة الجمهورية؟ فاذا كان من في الحكم ضحية، فمن هو الجلاد اذا؟

حتى الرابع من آب كان له نصيب من شعبوية جبران باسيل! فهو قال عنه وبالحرف الواحد: “وب 4 آب افتكروا انهم فجرونا مع العاصمة والمرفأ”. فلمن تعود واو الجماعة هذه؟ والا يتذكر باسيل انه كان ممثلا في الحكومة التي فجر مرفأ بيروت على عهدها، وان رؤساء اجهزة ومسؤولين تابعين للتيار الوطني الحر هم في دائرة الاتهام وفي السجن ايضا؟ وهل نسي باسيل ايضا ان ثمة من يطالب بالاستماع الى افادة رئيس الجمهورية ميشال عون، باعتباره القائد الاعلى للقوات المسلحة، ورئيس مجلس الدفاع الاعلى، الذي اخذ علما بوجود النيترات المتفجر في مرفأ بيروت؟ اذا، لم تجهيل الفاعل؟ ولم يلعب باسيل دور الضحية هنا ايضا؟ ولتكتمل مع باسيل، فانه قلب شعار ثورة 17 تشرين من “كلن يعني كلن”، الى “كلن الا نحنا”. علما ان الثورة كانت تضع جبران باسيل على رأس لائحة الفساد والفاسدين، وكلنا يتذكر شعار “الهيلا هيلا هو” وعلى من تركز اكثر ما يكون. لذلك، فليتوقف باسيل عن المكابرة، وليعترف ان الثورة ليست هي الكاذبة كما قال، بل ان الشعارات التي يطلقها هي الكاذبة، وهي التي اسهمت مع شعارات بقية اركان المنظومة في وصول لبنان الى ما وصل اليه. لذلك، ايها اللبنانيون، يوم الاستحقاق الكبير آت، ولدى وصولكم الى صندوقة الاقتراع، اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

عدا رقمي الثامن والرابع عشر اللذين صدعا آذار على مر الزمن السياسي.. فإن شهر بداية الربيع انتحل صفة كانون واحتل أيامه وزهره واجتاح نسيم رياحه وحولها إلى عاصفة قطبية هو شهر كانون الثالث.. الضارب في التوقيت الصعب اجتماعيا، والذي يجري معركة غير متكافئة مع غياب المازوت وغلائه.. سلاحا للمواجهة الشرسة وفي موازنة تشبه شح الوقود، تحرك وزير الأشغال علي حمية مرشدا للتوعية على طرقات جبلية.. مرددا: “مش أنا الدولة، أنا جزء من دولة” والجزء المتبقي من الدولة ذاب في معركة أيار.. مرشحون وأحزاب وقوى مثبتة لعضلات السلطة بدأت الحرب الانتخابية، والتي ستستخدم فيها كل الأسلحة المحرمة، كغزوة علي خريس على كهرباء صور ودخوله السباق مرشحا تتنافس عليه هوليوود وبوليوود حركة نائب الطاقة الحرارية ينتهي استعراضها ويستمر التيار في الانقطاع.. ما خلا نور التيار الوطني الذي فاض اليوم من الفورم دي بيروت مع العاصفة القطبية للنائب جبران باسيل. وفي خلال إعلان التيار أسماء مرشحيه أطلق باسيل مصطلح “حزب الحرباية”.. وفي إعطاء مواصفاته قال إنه حزب كبير في لبنان.. حزب الفساد.. فيه متلونون تنعموا بالمكتسبات في زمن الوصاية، وعندما انتهت الوصاية بدلوا جلدهم وركبوا موجة الحرية.. رفضوا بعدها أن يتنازلوا عن مكتسباتهم، “وفشلوا الإصلاح وسببوا الإنهيار بـ17 تشرين.. رجعوا بعدها بدلوا جلدهم وصار اسمهم ثورة وإذا كان حزب الحرباية يعمم من قبل باسيل على الجميع.. فإنه خص رئيس حزب القوات بما هو أشمل، وقال: “ما تستغربوا: المجرم، ولو طلع من سجنه بجسده بيبقى مسجون بفكره وبدو يقتل.. إذا ما عنده غطاء ليقتل جسديا، بيقتل سياسيا”.

فاض جبران كفيضان النهر الكبير اليوم.. استعرض زمنا كأنه لم يكن فيه.. مشاركا بقراراته وحدوده وفساده وبواخره وعقاراته ووزارئه الذين لإنجازاتهم الكهربائية رفعهم إلى الترشيح النيابي كل من شاركهم باسيل يستحقون وصف الحرباء.. لكنه وبمفرده يشكل حزبا على وزن شبيه لا يصلح للتعميم.. لكنه يقدم نفسه على صورة العفاف السياسي والإداري والمصرفي. وفيما يخوض التيار معركة الحجز المصرفي لاستثماره في السوق الانتخابي عبر القاضية غادة عون.. فإن عشرة بنوك لبنانية سمع صراخها من قبرص. وبحسب معلومات الجديد استدعى المصرف المركزي القبرصي المديرين العامين للمصارف اللبنانية الأسبوع الماضي، وأبلغهم انه سيفرض تكلفة تشغيلية بقيمة خمسة في المئة زيادة على كفالة المئة في المئة لودائعها في المصرف المركزي وشرط المركزي القبرصي يعني استحالة استمرار عمل المصارف اللبنانية في الجزيرة وعليه يصبح السؤال عن القدرة على تأمين السيولة للمودعين عند إعلان الخروج و”البريكزت” القبرصي من لبنان عامل قلق جديد للسوق المالية المنهارة المعطوفة على أسواق محلية وإقليمية أكثر انهيارا وقد تصدر المشهد في الساعات الأخيرة حدثان يخلطان أوراق المنطقة ومفاوضاتها، وكلاهما يتصل بإيران.

فطهران قررت الرد على مقتل ضابطين لها على الأراضي السورية، لكنها اختارت أربيل عبر قصف ما وصفه الحرس الثوري بالمركز الاستراتيجي للتآمر وجرائم الصهاينة فيما كشف مجلس وزارء إقليم كردستان العراق أن الموقع المستهدف في أربيل هو مدني وليس قاعدة إسرائيلية.. وأن تبرير الاستهداف هدفه فقط إخفاء الجريمة البغيضة فيما الخارجية العراقية استدعت سفير إيران للاحتجاج.. وخرجت من بغداد أصوات سياسية تطلب فتح تحقيق ومحاسبة. وإذا كانت طهران قد آثرت الاحتفاظ بروايتها، فإن أوراقها يتم خلطها على أعتاب تقرير مصير الاتفاق النووي في الأيام المقبلة وفي هذا الإطار تؤكد مصادر الجديد أن وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان سيزور المنطقة ويعرج على لبنان يوم الثلاثاء المقبل، بعد تأكيد الموعد مع المسؤولين الرسميين. ومع ترتيب إيران المستجد، فإن ورقة التفاوض مع السعودية أرجئت بعد إقدام المملكة على إعدام واحد وثمانين شخصا، بينهم أربعون مواطنا من القطيف.. في قرار كان مفاجئا للجميع، وضمنا ذوو المعدومين.


مجزرة مروعة ارتكبها النظام السعودي، عشرات الشبان من الحراك السلمي قطعت رؤوسهم في ليلة سوداء، منع الاهل من اقامة مجالس العزاء، وفرض عليهم الصمت تحت التهديد والوعيد، ولم يسمح لهم حتى بتقبل التعازي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مر الخبر كأن شيئا لم يكن، غاب عن وسائل الاعلام الدولية المنشغلة بكل شاردة وواردة في الحرب الاوكرانية، فالقتلى ليسوا من الجنس الابيض ربما، واغفل كذلك في الاعلام العربي حتى لا يغضب ابن سلمان، كما اهمل في الاعلام المحلي حتى لا يستفز ولي النعمة ويتهموا بخرق مبدأ الحياد الذي رأيناه بأبهى صوره الرسمية وغير الرسمية في الحرب الحالية.

حزب الله وفي بيان له دان الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام الارهابي بحق ثلة من المؤمنين لتضاف الى سجله ‏الإجرامي الحافل بالقتل والإعدام وسفك الدماء بحق الأبرياء من اليمن إلى العراق وسوريا وسائر البلاد العربية والإسلامية. ورأى حزب الله أن هذا النظام المجرم الذي يلبس لبوس الإسلام ويدعي خدمة الحرمين الشريفين، يعمل في خدمة العدو الصهيوني.

هذا العدو الذي ابتلع لسانه اليوم، ووجد أن لا مفر من تجرع مرارة العقاب، فلا يمكنه أبدا الاعتراف رسميا بحقيقة ما حل بالموساد في اربيل بعدما أصابت الصواريخ الايرانية الدقيقة مركزا استراتيجيا للتآمر الصهيوني في عاصمة اقليم كردستان العراق. الحرس الثوري الاسلامي اوضح في بيان أن هذا الاستهداف جاء بعد الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني محذرا من ان تكرار أعماله الشريرة سيواجه بردود فعل قاسية وحاسمة.

الى لبنان، حسم التيار الوطني الحر خياراته الانتخابية لجهة المرشحين، مع تعديلات محدودة في الاسماء، وخلال المؤتمر العام للتيار أعلن النائب باسيل أن الهدف الاساسي في المرحلة المقبلة هو تحرير اقتصاد لبنان وودائع اللبنانيين مؤكدا على التحالف مع حزب الله الذي مد يده اليه.

وللالسن الممدودة والعازفين على وتر الاحتلال الايراني، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة: نحن نعلم أن عدد الجنود الاميركيين الذين يتنقلون بين حامات ورياق وسفارة عوكر هو أكثر من عدد الايرانيين المقيمين في هذا البلد.


الاستحقاق الانتخابي النيابي يكتسب حيوية متزايدة مع اقتراب إقفال باب الترشيحات منتصف ليل الثلاثاء لتبدأ بعد ذلك عملية تسجيل اللوائح حتى الرابع من نيسان المقبل. كما يفترض في هذه المرحلة أن تتسارع وتيرة المفاوضات والمساومات الإنتخابية ونسج التحالفات وتوليد اللوائح ودوزنتها وتحصينها وتنشط إطلالات القوى السياسية والحزبية وأبرزها المؤتمر الصحفي للرئيس نبيه بري غدا ويخصصه للإنتخابات.

وعشية إطلالة الرئيس بري دعا معاونه السياسي النائب علي حسن خليل إلى تجديد الثقة بالخط السياسي الذي يمثل المقاومة ومشروع التنمية وبناء الدولة.

وفي حمأة الموسم الإنتخابي شن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل حملة عنيفة على القوات اللبنانية ورئيسها مشيرا إلى حزب فساد كبير يشبه الحرباء المتلونة وقال إن المجرم- ولو خرج من سجنه بجسده- يبقى مسجونا بفكره ويريد أن يقتل إن لم يكن جسديا فسياسيا.

على الخط الإنتخابي أيضا دعا تيار المستقبل كل من تقدم بإستقالته من التيار وأعلن ترشحه للإنتخابات إلى عدم استخدام إسمه أو شعاراته أو رموزه في الحملات الإنتخابية، وطالب المنتسبين إليه بعدم التسويق لمشاريع إنتخابية أو لأي من المرشحين وعدم المشاركة في أي نشاطات أو ماكينات إنتخابية.

خارج لبنان انحرفت الأنظار من أوروبا الشرقية حيث تدور الحرب الروسية- الأوكرانية إلى العراق حيث تعرضت عاصمة إقليم كردستان (أربيل) لهجوم صاروخي يحمل رسائل سياسية متعددة الإتجاهات. الهجوم تبناه حرس الثورة الإيراني في بيان أوضح أنه تم إستهداف مركز إستراتيجي للتآمر الصهيوني بصواريخ قوية ودقيقة مشيرا إلى أن الهجوم جاء ردا على جرائم الكيان الصهيوني. وإذا كان البيان لم يحدد هذه الجرائم فإن مسؤولين أميركيين أعربوا عن إعتقادهم بأن الهجوم ربما يكون ردا على غارة إسرائيلية على سوريا أدت إلى سقوط عنصرين من الحرس الثوري.

أبعد من العراق تميزت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في يومها الثامن عشر بتوسع الهجمات لتشمل للمرة الأولى ضربة لقاعدة جوية عند الحدود مع بولندا غربا. وفي عز الإحتدام العسكري أعلن حلف الناتو عن إطلاقه مناورات واسعة النطاق في النروج غدا لإختبار قدرته في الدفاع عن بلد عضو في الحلف يتعرض لهجوم خارجي.