رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “البلد ينتقل من كارثة إلى كارثة، والخوف من التجار وليس من جيوش الغزاة، والوضع المعيشي أشبه بمجزرة، ورغيف الخبز والتعليم والمستشفيات وباقي الحاجات الضرورية كادت أن تصبح للأغنياء فقط، والراتب ليس أكثر من جرة غاز، ورغم ذلك لا وجود للحكومة المطمورة بالشعارات الفارغة. فأين السلطة من جوع الناس وودائعها ونهب مواردها؟ أين السلطة من احتكار السلع والأسواق والدواء والماء والكهرباء والنفط؟”.
وأضاف قبلان خلال خطبة الجمعة: “نحن ضد أي خطاب فارغ، ولن نقبل بشعارات ورقية، وابن الذئب يبقى ذئبا، والمطلوب وطن لا مزرعة”. موجها خطابه للسياسيين بالقول: “أيها السياسيون، الصراخ لا يوقف تسونامي الفقر والبؤس والجوع، فعليكم بسياسات على الأرض وليس وعودا من وراء المكاتب. الدولة مشلولة جدا، وحمايتها من أوجب الواجبات. ومن غير المسموح أن نفرط بمشروع الدولة، المطلوب منكم إصلاح سياسي، لأن كل الفساد الذي طال البلد سببه الفساد السياسي”.
وقال: “لا نريد خبزا أسود وخبزا أبيض، أو خبزا للأغنياء وخبزا للفقراء، ووزارة الاقتصاد ومن ورائها أغلب الوزارات أشبه بالأفعى التي تخنق ضحيتها، وقصة الزيادة الدورية على ربطة الخبز كارثة، والدولة التي تحترم نفسها تضرب بيد من حديد، لكن للأسف أكثر من في السلطة غارق بالتجارة السوداء، أو أعمى عن كوارث الناس”.
أما بالنسبة إلى وضع البلد من الحرب الأوكرانية، فاعتبر أن “الحرب الأوكرانية معقدة، لأنها مصيدة أميركية – أوروبية على أرض أوكرانيا، وواشنطن تعمل على تحويلها إلى مستنقع دولي طويل الأمد في وجه موسكو، لذلك مسؤولية الحكومة اللبنانية اعتماد خطة طوارئ لحماية لبنان من جحيم الكارثة العالمية. كفانا كذبا حول مأساة الدولة، لأن الجحيم السياسي سبب مأساة البلد والناس، ولن ننتظر نتائج الانتخابات النيابية، لأن أكثر الوعود الانتخابية ككذبة الأول من نيسان، ومصالح لبنان يحتكرها أقل من 1%، والبطل الخارق من ينقذ لبنان، وليس من يخطب بالأوهام”.
وختم: “موقفنا من الانتخابات النيابية، صريح وواضح جدا، والكلام هنا موجه للجميع في الداخل والخارج ولكل الكانتونات الطائفية المرتهنة، نحن مع الثنائي الشيعي الوطني، مع المقاومة والتنمية، وسنؤكد موقفنا هذا في الأيام المقبلة وعلى مساحة الوطن، وسنفوت على مشروع الخارج وسفاراته لعبة الفساد والأرقام وخرائط التمزيق، ونحن أكثر من يفرق بين الحق والباطل، بل أكثر من يفهم لعبة كلمة حق يراد بها الباطل، وسنحمي لبنان عبر حماية الثنائي الوطني، وبكل ثقة أمام الله والناس أقول: حماية هوية لبنان من حماية الثنائي الوطني، والأيام شواهد، وللكلام تتمة”.