بوحبيب يناشد العرب مساندة لبنان: وحدتنا شرط لفعاليتنا إقليميًا دوليًا

دعا وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب، العرب الى مساندة لبنان في عروبته ووحدته وحفظ رسالته وتجربته.

وخلال افتتاحه الدورة العادية لمجلس ​جامعة الدول العربية​، على المستوى الوزاري (157)، بصفته رئيسًا للدورة الحالية، لفت بوحبيب الى “أن التداعيات  الاقتصادية للحرب الاوكرانية، قد تكون الأقوى تأثيرًا على شعوب العالم، بما في ذلك منطقتنا، ابتداء من أزمة الطاقة والغذاء، وارتفاع أسعارها عالميًا، ويتطلّب هذا الأمر، مزيدًا من التنسيق والتعاون في ما بيننا، من أجل تأمين الحد الأدنى من مقومات الأمن الغذائي والطاقوي لكل من دولنا، فلم نعد نملك ترف التفرج على مزيد من الأزمات في الوقت الذي تنتظر فيه شعوبنا ان ننجح في معالجة ما هو مستعر منها”.

وشدد على “ضرورة تغليب لغة الحوار الأخوية، بين الدول العربية والحرص على التواصل المباشر في ما بينها، لمعالجة التباينات. والتأكيد على وجوب وإعلاء شأن المصالح الوطنية والمشتركة والاحترام المتبادل، للسيادة والمصالح والكرامة الوطنية. ويتلازم ذلك مع الحرص على خصوصية المجتمعات، ودعم جهود الحفاظ على تماسكها الداخلي، للتمكن من مواجهة التحديات الخارجية”. وأوضح بوحبيب، أن “التمسك باحترام ميثاق جامعة الدول العربية، بما فيه المادة الثامنة، وكذلك الحرص على أن يكون الإجماع العربي ملزما كحصيلة لنقاشات شفافة وصريحة، من شأنه الارتقاء بالعمل العربي المشترك وتحصين مستوى جديته وتأكيد جدواه”.

ولفت بدعوته، إلى “مضاعفة جهود التوصل إلى وحدة الموقف العربي، والفهم الموحد للمصالح المشتركة، تمكينًا لنا من النجاح في إقامة علاقات متوازنة ومؤثرة، إقليميًا ودوليًا”، كما “تطوير عمل جامعة الدول العربية، والنهوض بمختلف أشكال العمل العربي المشترك، وكذلك العلاقات العربية البينية، وفق أسس عقلانية ورشيدة والتزام ضوابط عمل متفق عليها وبرامج تعاون تنفيذية قابلة للتطبيق وغيرها من الآليات، ويمكن الاسترشاد في هذا المجال بما طورته هيئات دولية وإقليمية أخرى ترتبط معظم دولنا بعلاقات تعاون معها”.

ودعا بوحبيب إلى “النظر في كيفية تفعيل الآليات القائمة وبلورة آليات جديدة لمتابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمنطقتنا، كالقرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية وبالصراع العربي – الإسرائيلي عمومًا”.

وأكد بوحبيب، “أننا سوف نسعى، من خلال رئاستنا للدورة الحالية من المجلس الوزاري العربي، بحدود امكانياتنا المتواضعة، للدفع بمسيرة العمل العربي المشترك وتسليط المزيد من الضوء على القضايا العربية الداهمة، والتقدم على صعيد التقريب بين وجهات النظر وبناء رؤى تستلهم ميثاق جامعة الدول العربية وضرورات التضامن العربي المشترك من اجل تحقيق آمال شعوبنا وطموحات دولنا”.

وأضاف: “نجحنا في لبنان بالحفاظ على وحدة بلدنا، رغم عظيم التحديات والصعوبات، ومصرون على حماية تماسك مجتمعنا وحفظ تنوعه. وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه دون تعزيز مناخ الحريات فيه. ففي بلادي حيويات وديناميات اجتماعية في حراك مستمر وشعب حي مصمم على أفضل مستويات العيش وعلى ترك بصمته في مختلف مجالات الانتاج والابداع. لذلك، أيها الاخوة، أدعوكم بكل صدق ومحبة إلى تفهم جوهر التجربة اللبنانية ورسالتها، والنظر الى ما قد يعتريها، كما تنظرون الى ما يعتري تجارب البلدان الأخرى. فجميعنا نواجه تحديات في مسيرتنا لتحقيق التنمية والرفاه والاستقرار لدولنا وشعوبنا والتماسك لمجتمعاتنا”.

ولفت إلى أنه “رغم ما نحن فيه من انهيار شبه كامل للأوضاع الاقتصادية والمالية، وما نواجهه من تحديات للدور والموقع، لا نزال مصممين على النهوض مجددًا والمضي قدما على طريق تحقيق رسالتنا وامتشاق الدور الذي يليق بتضحياتنا واسهاماتنا. وما نرجوه من الأشقاء العرب، في هذا السياق هو، في العمق، مساندة لبنان في عروبته ووحدته وحفظ رسالته وتجربته، لأن دعمهم ضروري لصون فرادته”.