توقعات إسرائيلية بزيادة طلعات المسيّرات من لبنان

توقع تقدير إسرائيلي أن يزيد حزب الله من إرسال طائراته المسيّرة فوق فلسطين المحتلة، مع اقتراب الانتخابات النيابية في لبنان، في أيار/ مايو المقبل.

وزعم كل من أورنا مزراحي ويورام شوايتزر، الباحثان في “معهد دراسات الأمن القومي” بجامعة تل أبيب، في مقال مشترك أن “مساعي الحزب لتجاوز الانتقادات الداخلية بحقه بسبب الانهيار الاقتصادي والسياسي للبنان، تتمثل في شن حملة واضحة مركزة، وإن كانت تدريجية، باتجاه إسرائيل، عبر إطلاق طائرات بدون طيار، ورغم أنها لا تسبب ضررًا كبيرًا، فإنها تهدف لخدمة أجندته اللبنانية الداخلية، بتحقيق إنجاز ضد إسرائيل”.

وأضافا أن “معادلة الردع التي يسعى الحزب لتحقيقها أمام إسرائيل، من خلال إرسال الطائرة الأخيرة، وبقائها في الأجواء الإسرائيلية لمدة 40 دقيقة، ونجاحها بالعودة إلى لبنان، شكلت إضافة في معركة الوعي من الحزب تجاه إسرائيل، لا سيما أن الحدث تمت تغطيته على نطاق واسع ومتعمد في وسائل إعلام الحزب، وتقديمه على أنه نجاح كبير، يعبر ظاهريًا عن انتهاء التفوق الجوي الإسرائيلي في الفضاء اللبناني، وينتج في نظره عنصرًا آخر في معادلة الردع تجاه إسرائيل”.

وبحسب المقال، فقد “توقف الإسرائيليون مطولاً عند مساعي الحزب الظاهرة، ما دفعهم للحديث عن ضرورة مطالبة الجيش الإسرائيلي بتحسين قدراته في مواجهة هذا النوع من التحدي، رغم أنه لا يزال يتمتع بتفوق جوي واضح في الأجواء اللبنانية، خاصة فوق الضاحية حيث مقر الحزب، الذي لا يزال يذكر جيداً حجم الدمار الذي أحدثه الطيران الإسرائيلي في حروب 1985 و2000 و2006، وألحقت بلبنان أضرارًا جسيمة”.

أضاف المقال: “في الوقت ذاته، فإن الحزب دأب في الآونة الأخيرة على التركيز على ترسانته العسكرية المتمثلة بالأعداد الكبيرة من الصواريخ الدقيقة، وتحسن قدراته الدفاعية الجوية، لا سيما الطائرة بدون طيار، ويوحي أن ذلك يجعل إسرائيل مهددة بقدرات غير مسبوقة، وبالتالي تمتنع عن أي عمل ضد لبنان، بدليل أن هناك انخفاضًا في عدد الطائرات بدون طيار الإسرائيلية العاملة في سماء لبنان، ووجودها مؤقت فقط، وفي حال أرسلت قواتها لضرب الصواريخ الدقيقة التي بحوزة الحزب، فإنها قد تواجه كارثة جوية حقيقية”.

وختم المقال: “إظهار الثقة المفرطة بالنفس في المجال العام، كما يتضح من خطابات نصرالله الأخير ، والتي تسلط الضوء على فشل مكافحة الإرهاب الإسرائيلية في منع توريد الأسلحة عالية الجودة من إيران، وكذلك إشادته بأسلحة حزب الله المنتجة ذاتيًا، ودقتها – سواء أكانت صحيحة أو المقصود بها الردع – يمكن أن يأتي بثمن باهظ على حزب الله ولبنان. أي، إذا استنتجت إسرائيل أن قدرات حزب الله ونواياه تشكل تهديدًا استراتيجيًا كبيرًا لأمنها، واختارت التصرف بشكل حاسم لإزالته من خلال إلحاق أضرار قاتلة بالحزب وبنيته التحتية، مع المخاطرة بالثمن المتوقع لكل من الإسرائيليين والمدنيين اللبنانيون .. في هذه الحالة سيتعين على نصرالله أن يتعامل مع نتائج وخيمة، على عكس ما كان ينوي”.