رأت مصادر نداء الوطن، أنّ “الهجوم الشرس الذي شنه “حزب الله” في مواجهة الوساطة الأميركية في ملف ترسيم الحديود البحرية، يؤكد أنّه قرر سحب زمام المبادرة والمناورة من يد الدولة والتصدي بنفسه لمهمة تحديد الموقف اللبناني من عملية الترسيم، فأصبح عملياً “جواب” لبنان المرتقب على الطرح الأميركي بيد “حزب الله” أكثر مما هو بيد عون أو ميقاتي”.
وفي هذا السياق، لفتت المصادر إلى أنّ “ذلك لا يعني أنّ قيادة “حزب الله” كانت غائبة أو مغيّبة عن دائرة النقاشات الرئاسية التي دارت مع الوسيط الأميركي في الفترات السابقة، بل على العكس من ذلك كان “الحزب” هو من أمّن الغطاء لهذه النقاشات، وقد أعطى رئيس الجمهورية تطمينات واضحة للأميركيين بهذا الخصوص، لكنّ مجريات الأمور على الساحتين الإقليمية والدولية أعادت خلط الأوراق في حسابات “حزب الله” فحتّمت عليه مصالحه الاستراتيجية “فرملة” الموضوع بانتظار انقشاع الرؤية في اتجاه المسارات على خطي مفاوضات “جنيف” ومعارك “كييف” لإعادة تقويم الموقف في ما يتصل بمصير ملف الترسيم”، مشيرةً إلى أنّ “حزب الله” ورغم أنه يدرك تمام الإدراك “مدى حاجة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل إلى مجاراة المطالب الأميركية في هذا الملف على أمل بأن يسهم ذلك في رفع العقوبات عنه، ولا يمانع “الحزب” بمساعدته في تحقيق غايته هذه، لكنه في المقابل لن يفرّط بسهولة بورقة ترسيم الحدود مع إسرائيل ولن يقدّمها مجاناً للأميركيين، لا سيما وأنّ “حزب الله” يرى تسرعاً رئاسياً واستعجالاً لتقديم تنازلات في هذا الموضوع من دون تلقي أي مقابل وازن وملموس حتى الساعة”.