لفت رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، إلى أنّ هناك مرحلةً جديدةً بعد نهاية عهد رئيس الجمهوريّة ميشال عون ملامحها غير واضحة بعد، وعلى اللّبنانيّين التّفاؤل “فباستطاعتهم تغيير الواقع أو الاستمرار بالنّهج ذاته”، موضحًا أنّ “الرّئيس عون لم يسمح لأحد بمساعدته لتحقيق إنجازاته، وعلى كلّ رئيس أن يفكّر خلال عهده، في ما سيتركه من إرث لوطنه”.
وأشار فرنجية إلى أنّ هذا الوقت هو وقت البحث عن حلول وليس عن مذنبين، “وإذا وجدنا مذنبين فبالطّبع نعاقبهم، ولكنّ الأساس هو التّفتيش عن حل، ويجب استغلال الأزمات الّتي نشهدها لتحويلها إلى فرصة لابتكار حلول ومبادرات لإنقاذ لبنان والمواطنين”. وركّز على أنّ المشكلة ليست بعقد طاولة حوار من عدمه، إنّما “في شي لازم يطق”، وأنّه لا يدعو إلى تغيير اتفاق الطائف، ولكن هناك تسوية آتية لا محالة، و”علينا استغلالها للنهوض بلبنان ضمن نظام جديد لإدارة الدّولة، نتفاهم فيه مع بعضنا البعض”.
وأضاف “إنّنا نتفهّم النّاس الّذين انتفضوا في 17 تشرين الأوّل 2019، لأنّهم انتفضوا على واقع خاطئ، وعلينا إيجاد نموذج حكم أو نظام يجد حلولًا للمشاكل الحاليّة”، مشدّدًا على أنّ “أوّل ما يجب الحفاظ عليه هو النظام المصرفي ولا نقصد المصارف، فضرب النّظام المصرفي اللبناني جريمة. اليوم، لا يمكنني أن أكون مع أحد يريد إلغاء كلّ شيء، فالديمقراطيّة والنّظام الاقتصادي الحر واللّيبراليّة هي من المقوّمات أثناء الثورة والتغيير، وإلّا لن يبقى ليس فقط ولا مسيحي في البلد، إنّما لن يبقى أيّ لبناني حر”. لافتاً إلى أنّ “المسيحيّين باقون هنا، لأنّ لبنان بلد الحريّات والتنوّع، وأوّل خسارة لهم كانت خلال حرب الإلغاء”.
واعتبر أنّ “الشعبويّة ستحول دون رفع الضرائب قبل الانتخابات النيابية، ورفع الحد الأدنى للأجور أصبح ضرورة ملحّة”.
ووجد أنّه “لن يكون هناك تغيير استراتيجي في الانتخابات، والتغييرات الجذريّة لن تحصل، فالنّظام الحالي يمنح الطّوائف إمكانيّة ضرب الميثاقيّة. كما أنّ الثورة لم تخلق نظاماً بديلاً، ومن تظهره الإحصاءات أنّه سيربح هم سياسيّون لبسوا طربوش الثورة، كالنّواب المستقيلين سامي الجميّل وميشال معوض ونعمة افرام وغيرهم، وهؤلاء من الطّبقة السّياسيّة”. وأشار إلى أنّه “إذا كان من سيحصل على أكبر كتلة نيابيّة سيتبوّأ سدّة رئاسة الجمهورية، فلا حاجة لإجراء انتخابات رئاسيّة. الرّئيس القوي يجب أن يكون قوي ميثاقيًّا، وليس بالضرورة أن يكون رئيسًا قويًّا برلمانيًّا”. وذكر “إنّني لا أسلّف حلفائي شيئًا مقابل شيء، بل أقوم بقناعتي”.
وركّز فرنجية على أنّه يؤمن بالتّوافق، ويرفض أن يكون إلغائياً، ومشهد الانتخابات الرئاسية في تشرين الأوّل المقبل سيكون مختلفًا عن اليوم، وربما يكون أفضل أو أسوأ. إذا كانت هذه الانتخابات “رايحة على كباش”، فالبتأكيد لن تحصل، وإذا كانت “رايحة على توافق”، فستحصل”؛ واعتبر أن إلى الآن الأمور غير واضحة. وقال: “إنّني لن أشحذ الرّئاسة من أحد، وألتزم بما أنا مقتنع به. النّاس تعرفنا ونحن نعرف ناسنا، وفي المرحلة الماضية، ما في حدا ما اتّطرطش. موجودون مع النّاس ولهم، والشّعب أعطانا الاستمراريّة، ولو كنّا سيّئين، لكنّا انتهينا”. ورأى أنّ “الانتخابات ستكون صورة حقيقيّة عن الواقع اللّبناني”.
كما أوضح فرنجيّة أنّ المصالحة بينه وبين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “وجدانيّة”.
وبالنسبة للعلاقة مع سوريا قال إنّه يزور سوريا بشكل دائم، والعلاقة مع الرّئيس السّوري بشار الأسد “عائليّة”.
وشدّد فرنجيّة: “إنّني عربي وفاقي مع العيش المشترك، وموقفي مع المقاومة وسوريا وغيرهما، هو نفسه منذ البداية، وأنا لا أسير خلف أحد ولا أمامه”.