رغمَ التعاطي التهويلي مع الأسبوعين المقبلين، باعتبارهما مفصليَّيْن في تحديد وجهة الحرب على الجبهة الجنوبية، إلا أن المتابعين يصفون هذه التحذيرات بأنها لا تستند إلى مؤشرات حاسمة.
وكانت لافتةً مسارعة أغلب سفارات الدول التي صدرت عنها دعوات لمغادرة لبنان أو عدم السفر إليه، إما إلى التواصل مع جهات رسمية أو إصدار بيانات توضيحية للإشارة إلى أن هذه الدعوات هي مجرّد توصيات تهدف إلى أخذ الحيطة والحذر خشية أن تقوم “إسرائيل” بتوسيع المواجهات في الجنوب، علماً أن الجهات الأجنبية تبرّر ضمناً لـ”إسرائيل” أي عدوان بالحديث عن أن “تل أبيب” تريد الضغط من أجل حل دبلوماسي.
في غضون ذلك، استمرت المحاولات العربية والفاتيكانية لتحريك الملف الرئاسي مع التشديد على فك الارتباط مع حرب غزة، وعبّرت عن هذه المحاولات حركة كل من أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين والأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي في اتجاه بيروت.
وأفادت مصادر لصحيفة “الأخبار” أن “هدف زيارة بارولين في أساسها تتعلق بالملف الرئاسي وبالخلاف المسيحي – المسيحي، وصولاً إلى غياب المسيحيين عن المشهد في لبنان”، وهو دعا في الدرجة الأولى “إلى حوار بين المكوّنات المسيحية”، كما دعا هؤلاء إلى “الحوار مع كل الأطراف الأخرى في البلد، وتحديداً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدم اتخاذ مواقف تدميرية لمستقبل المسيحيين، خصوصاً أن الخطر كبير في ظل ما يحصل في المنطقة”.
ورأى بارولين أن “المسيحيين غير مقدّرين لحجم الخطر ولا يجب أن يُقصوا أنفسهم وينعزلوا عن الآخرين”.
أما المسؤول في الجامعة العربية، فقد استكمل جولته يوم أمس، والتقى رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية في دارته في بنشعي وقائد الجيش جوزيف عون في اليرزة، لكنّ اللقاء الأبرز كان مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، وهو الاتصال الأول بين الجانبين منذ أكثر من عشر سنوات، سيّما أن الجامعة العربية، كانت قد أخذت بالطلب السعودي – الإماراتي وأقرّت في عام 2016 بتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية.
وقالت مصادر مطّلعة إن “للقاء أهمية كبيرة في الشكل، باعتبار أن زكي يتحدّث باسم الجامعة المعروف من هي الدول الأكثر نفوذاً فيها، وهذا تقدّم مهم”.
أما في المضمون فقد كشفت المصادر أن “زكي أبلغ حزب الله أن الجامعة قرّرت إزالة التصنيف الإرهابي عنه، وهي تعتقد أن له دوره الكبير في مستقبل لبنان”.
كما دعا إلى تعجيل الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى صعوبة انتخاب أيّ من المرشحين المعروفين، ومعتبراً أن “الحل هو في الاتفاق على الحل الثالث”.
وبينما لم يعلّق النائب رعد على مسألة تصنيف الحزب، كرّر في الملف الرئاسي الموقف الداعم لفرنجية مع التأكيد على الانفتاح على أي بحث، لكنّ الطرف الآخر يرفض الحوار.