رسائل “الهدهد”.. وعيّنة أهداف “الحلقة الأولى”!

| خاص “الجريدة” |

لم ينتظر “حزب الله” طويلاً على رسالة التهديدات “الإسرائيلية”، التي حملها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ضد المقاومة ولبنان.

جاء ردّ المقاومة أسرع مما يتوقع هوكشتاين نفسه، بعد أن جاء “الهدهد” من شمال فلسطين المحتلة بـ”نبأ يقين”، صورته كاميرات مسيّرات “حزب الله”، لينزل النبأ كالصاعقة على كيان الاحتلال الإسرائيلي في كل المستويات، السياسية والعسكرية والاستيطانية، خصوصاً أن ما تضمّنته المشاهد يؤكّد أن “حزب الله” جاهز بما يكفي، ليس فقط لمواجهة تهديدات العدو الإسرائيلي التي حملها هوكشتاين، وقبله الموفدون الأميركيون والفرنسيون والألمان والأوروبيون، وإنما أيضاً لتوجيه “الحلقة الأولى” من رسائل تهديد ساخنة بدرجة تسبق الغليان، تركت أثرها سريعاً في كيان العدو الإسرائيلي، مفاجأة ودهشة ورعباً، وألف حساب وحساب لما يمكن أن تتضمنه “الحلقة الثانية” و”الثالثة”… وأيضاً ما تتضمنه رسائل “الهدهد” الساخنة من قدرات وجهوزية وشجاعة.

ـ حدّدت “الحلقة الأولى” من “الهدهد” نطاقاً جغرافياً يضم قواعد عسكرية ومخازن أسلحة وصواريخ وموانئ بحرية ومطارات، ويبعد ما بين 20 و30 كيلومتر من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة وصولاً إلى مستوطنات “كريوت” ومدينة حيفا، ما يعني أن “الحلقات التالية” ستكون أعمق داخل كيان الاحتلال.

وفي قراءة أولى لرسائل “الهدهد”، يمكن استشراف النقاط التالية:

ـ جهوزية المقاومة التامة للرّد على أي عدوان بما يتناسب مع طبيعة العدوان.

ـ التأكيد أنه إذا تجاوز العدو الإسرائيلي قواعد الاشتباك الحالية، فإن المقاومة ستنسف هذه القواعد بالكامل.

ـ إبلاغ الجانب الأميركي، مباشرة وعبر هوكشتاين نفسه، أن المقاومة لا تخشى أي تهديد، وأنها تردّ على رسائل التهديد بالتهديد المباشر الواقعي.

ـ تهديد العدو الإسرائيلي من أن أي مغامرة سيلجأ إليها، تعني أن الرد عليها سيكون مدمّراً لكيان الاحتلال.

ـ الكشف عن جانب من قدرات المقاومة في لبنان، للتأكيد أن هذه القدرات بلغت حدوداً لا يدرك العدو الإسرائيلي حجمها وطبيعتها وقوتها.

ـ التأكيد أن “حزب الله” قادر على اختراق كل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، ومنظومات “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”.

ـ التأكيد أن المواقع الحساسة لكيان الاحتلال وقدراته ومنظوماته وقواعده، مكشوفة تماماً من المقاومة في لبنان، وأنها غير محمية منه ومن استهدافها.

ـ تحذير كيان العدو من أن لدى “حزب الله” ما يكفي من المعلومات الدقيقة والخرائط والمواقع، وأنه قادر على استهدافها، سواء بالصواريخ أو بالمسيّرات أو بـ”وسائل أخرى”، وفي أي وقت.

ـ قدّمت المقاومة اللبنانية، في “الحلقة الأولى” من “الهدهد”، عيّنة مما يمتلكه “حزب الله” من المعلومات الحسّاسة والدقيقة، وعلى الأرجح أن “الحلقات التالية”، عندما يحين أوان عرضها، ستحمل مفاجآت بالجملة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وستكون أشدّ إيلاماً.

ـ حمل “هدهد” المقاومة رسالة واضحة لكيان الاحتلال تؤكد قدرة “حزب الله” على اختراق دفاعات كيان الاحتلال وكل منظومات الدفاع والحماية التي يصرف عليها عشرات مليارات الدولارات.

ـ كشفت عملية “الهدهد” أن مصانع ومخازن ومواقع “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”، هي تحت رصد مباشر من المقاومة، وأن استهدافها ليس أمراً صعباً، فمن استطاع الوصول مرة يستطيع الوصول ثانية وثالثة ورابعة، وبالتالي فإن مصانع ومخازن ومواقع “الحماية” لكيان الاحتلال.. تحتاج إلى حمايةّ!

وعليه، فإن الارتباك الإسرائيلي كان واضحاً في التعامل مع رسالة “الهدهد”، ورد عليها العدو متأخراً، رسمياً على لسان وزير خارجية الكيان الذي هدّد بـ”تدمير حزب الله ولبنان”، ومواربة عبر تسريب تقرير لصيفة “يديعوت أحرنوت” يتحدّث عن تحذير إيراني مزعوم من خطة إسرائيلية لاغتيال السيد حسن نصر الله.