زلزال يغير مجرى نهر الغانج قبل 2.500 سنة!

إكتشف فريق دولي من علماء الجيوفيزياء دليلاً على أنه قبل حوالي 2.500 سنة، تسبب زلزال بتحرك مجرى نهر الغانج، وهو أحد أكبر أنهار شبه القارة الهندية، بشكل حاد عشرات الكيلومترات نحو الشمال.

وأشار بيان المكتب الإعلامي لجامعة كولومبيا، إلى أن التحرك، أدى إلى حدوث تغيرات في بنية رواسب الرمل والطمي في دلتا النهر، الذي يعتبر أحد أكبر أنهار آسيا.

بدورها، قالت الأستاذة المشاركة في جامعة فاخينينجن الهولندية ليز تشيمبيرلين: “عادة ما تغير الأنهار مجراها بصورة تدريجية، ولكن يمكن للزلازل أيضا أن تسبب تغييرات أكثر دراماتيكية في المجرى. ولكن لم نصادف سابقا أمثلة توضح كيف يمكن لهذه الكوارث أن تحول تدفق أكبر الأنهار في العالم مثل نهر الغانج”.

وقد اكتشف العلماء هذه الحقيقة من دراسة وتحليل بنية عينات التربة التي تم جمعها على بعد عشرات الكيلومترات جنوب دكا، عاصمة بنغلاديش، أثناء بناء حفرة لبركة.

واكتشف العلماء في رواسب هذه التربة آثار الزلازل، التي هي تغيرات مميزة في بنية طبقات التربة التي تسببها الزلازل.

وأشار الباحثون، إلى أنهم اكتشفوا لاحقا رواسب زلزالية مماثلة على بعد 85 كيلومتراً جنوب هذه النقطة، ما دفعهم إلى الاعتقاد بأن دلتا نهر الغانج تعرضت لزلزال قوي في الماضي القريب.

وحدد العلماء عمر كلا الموقعين الزلزاليين ودرسوا صور الأقمار الصناعية لدلتا نهر الغانج.

وأظهر التحليل أن آثار الزلزال في كلا الموقعين حدثا في نفس الوقت، قبل حوالي 2.500 سنة.

كما اكتشف العلماء أن الموقعين في أرض منخفضة عرضها 1.5 كيلومتر وطولها 100 كيلومتر، وتقع بالتوازي مع مجرى نهر الغانج الحالي.

ووفقا لهم، هذا الوادي يمثل مجرى نهر قديم كانت تسده رواسب الرمل والطمي، وقد تغير هيكله بشكل كبير خلال زلزال قوي في العصر القديم، وأن هذا الزلزال كان قوياً وغالباً ما تحدث مثله في منطقة أوراسيا ولكنهم لا يستطيعون تحديد موقعه بدقة، ويعتقدون أن مركزه كان إما في جبال الهيمالايا أو قبالة الساحل الجنوبي الشرقي لبنغلاديش.

وخلص العلماء إلى أن الدراسات اللاحقة ستساعد في توضيح مصدر هذا الزلزال وتقييم احتمال تكرار مثل هذه الكارثة.