أنصار جنوب لبنان

العيد في الجنوب.. نعوش وصبر وآذان نصر!

| ناديا الحلاق |

لن يكون عيد الأضحى سهلاً على آلاف الجنوبيين الذي تركوا منازلهم قسراً، إذ يستعدون للعيد بأحوال لا تخلو من صوت المدافع والقصف، فالحرب المستعرة منذ 8 أشهر لم تترك للفرح مكاناً ولم يبق بالنسبة لأبناء الجنوب من العيد الا اسمه هذا العام. وبعض العادات والتقاليد وعلى رأسها زيارة قبور الشهداء والأحبة ووضع الورود وذرف الدموع.

ومع تكبيرات صلاة العيد، يكون الجنوب على موعد مع قذائف الاحتلال، وبدل التجمع في “كارمس العيد” كان التجمهر لتشييع الشهيدتان في جناتا والتين قضيتا اثر العدوان الاسرائيلي الغاشم على قرية جناتا.

لا ملابس عيد هذا العام في الجنوب، بل لباس أسود، وحداد على أرواح الشهداء الذين يذهبون فداءً للحرية والكرامة.
وبدل المفرقعات النارية، يشهد اللبنانيون على احراق العدو الاسرائيلي للأحراج والبساتين في القرى الحدودية، ليُشهد العالم أن هذا العدو -الاستثتائي باجرامه – ينتقم من الشجر والحجر والانسان..

العيد يأتي على وقع القذائف والصواريخ، الجنوبيون خارج قراهم ومنازلهم، يصلون وقبلتهم نحو بيوتهم المدمرة. فما تعيشه المناطق الحدودية صعب للغاية بسبب التهديدات الاسرائيلية المستمرة.

تروي جنان، وهي نازحة من بلدة حولا الجنوبية، أنها تنظر العيد وبقلبها غصة كبيرة، لتزور بيتها ولو لدقائق والجبانة التي دفن فيها أخيها منذ شهرين بعد أن قتلته صواريخ العدو الاسرائيلي في القرية.

كما وأكدت أن أهالي القرية الذين نزحوا يستعدون للانطلاق إلى قريتهم متحدّين الظروف الأمنية والحرب ومتمسكين بأن أمل العودة قريب.

اللقاء بعد فراق دام لأكثر من ثلاثة أشهر بين أقارب وجيران الضيعة لن يكون للحديث عن العيد والمعمول والعيدية ولمة الأهل، بل لتقديم التعازي، والسؤال عن حال البيوت، والتفكير بما هو قادم وانتظار فرحة الانتصار.

وتقول جنان بحسرة: “من قال إنّ أهل الجنوب تركوا أرضهم واستغنوا عنها؟ ظروف الحرب تمنعنا من التواجد في منازلنا حفاظاً على حياتنا ولكن النزوح مؤقت والعودة ستكون قريبة بإذن الله”.

وداخل المدارس التي تحتضن النازحين الذين يتقاسمون قاعات الدراسة مع الطلبة في مدينة صور، أماني كثيرة عن التمسك بالأرض والعودة إلى البيوت والقرى. فالكل يأمل بالعودة ولسان حال النازحين: “بدنا نرجع لبيوتنا وأرضنا…وفشروا يحتلوها”.

وعلى الرغم من أن الخسائر التي خلّفتها الحرب في القرى موازية لخسائر حرب تموز 2006، وتقدر بالملايين، إلا أن الجنوبيين مصرون على العودة ولن يقبلوا بالتنازل عن أرضهم، فلم تزد الحرب الاسرائيلية الوحشية على القرى الجنوبية الحدودية، أهل هذه القرى إلا إيمانًا وصموداً وإصراراً على تمسكهم بأرضهم، وممارستهم نشاطاتهم وطقوسهم رغم كل المخاطر والتحديات، ليثبتوا للعدو في كل مرّة أن “عيدهم مقاومة”.