كل المبادرات الجنبلاطية والعونية والاعتدال، والموشحات الخطابية من مختلف العيارات، لن تبدل المعادلة الداخلية: الرئاسة بعيدة والاسم يحدده شكل التسوية الكبرى في المنطقة، شرط ان يكون جامعا بين القدرة على ضمانة الاتفاقات في الجنوب مع حزب الله وهذا هو الأساس والمعبر الأساسي للرئاسة، بالإضافة الى تثبيت الأوضاع الداخلية ورعاية التوافق بين الأطراف ومعالجة الازمة الاقتصادية والنازحين وغيرها من الملفات، هذه المواصفات للرئيس المقبل لم تتوافر حتى الان بالمرشحين الحاليين مما جعل علاماتهم دون العشرة عند تقييم سفراء الخماسية لجولاتهم على القوى السياسية، هذا الاستنتاج لسفراء الخماسية جعل الذهاب للخيار الثالث امرا حتميا وصولا الى التوافق على اسم ربما كان من غير المتداول حاليا.
وفي معلومات صحيفة “الديار”، ان إدارة بعض المرشحين الحاليين والبارزين للمعركة الرئاسية شابها أخطاء قاتلة وتصرفات افقدتهم غطاء التوافق الداخلي والدعم الدولي في معركة السباق الى بعبدا، فيما البعض الاخر يفتقدون الى التمثيل المسيحي، والبعض الآخر ناجحون في الاقتصاد لكنهم لا يملكون الحنكة السياسية ويحتاجون الى رؤساء حكومات قادرين على تعبئة الفراغ السياسي، وهناك مرشحون يعرفون اللعبة السياسية من دون أي معرفة بالأمور الاقتصادية والتوازنات.
وبالنسبة لمواقف الخماسية، يشير مرجع بارز، إلى أن الرياض تقف وراء الرفض القاطع لفرنجية، والفيتو على رئيس المردة تقوده الرياض، والبخاري قاطع زيارة الخماسية الى فرنجية بقرار من دولته وليس بسبب الوضع الصحي، وفي المعلومات، ان سعد الحريري عندما عاد الى بيروت في 14 شباط بموافقة من الرياض التي تجاوزت كل “فولاته” في بيروت، الا دعوته سليمان فرنجية الى العشاء في بيت الوسط، لكن المرجع البارز يقول: للأمانة لم يسمع فرنجية بشكل مباشر من أي مسؤول سعودي أي رفض لشخصه لرئاسة الجمهورية، وما وصله بقي في اطار نقل كلام “الصالونات السياسية”، الذي كشفت عن استمرار دعم الرياض لقائد الجيش العماد جوزف عون حتى هذه اللحظة، والرياض أبلغت موقفها للفاتيكان.
ويضيف المتابع البارز على أجواء الاتصالات، ان الاميركيين رغم اعلاناتهم الخجولة بدعم قائد الجيش لكنهم لم يحسموا خياراتهم النهائية بعد، لان الأولوية للجنوب، ويبقى التطور البارز المستجد، اعجاب السفيرة الأميركية جونسون برئيس تيار المردة سليمان فرنجية بعد اجتماعهمــا في بنشعي، وترجمت هذا الاعجاب امام زوار السفارة بكتاب الى الدوائر المعنية بلبنان في وزارة الخارجية الأميركية، وعندما خاطبها احد قادة 14 اذار، بان فرنجية حليف لحزب الله وسوريا كان ردها “ميشال عون كان أيضا حليفا لحزب الله وسوريا” وتم التوافق عليه في معراب.
اما قطر ما زالت على دعمها لمدير عام الأمن العام بالوكالة الياس البيسري واعتباره المخرج التوافقي الذي يرضي الجميع في النهاية، وتبقى مصر الوحيدة خارج التداول بالأسماء مع الحرص على انتخاب الرئيس بأسرع وقت.