/محمد حمية/
“تقمّص” الرئيس فؤاد السنيورة شخصية الرئيس سعد الحريري، في غفلة انكفاء “السعد” عن “قيد” الحياة السياسية والانتخابية.
وإذا كان السنيورة يُخاطب الوعي الجماعي السني، لتحشيده على المشاركة في الانتخابات، لملء الفراغ الذي خلفته “الحريرية” السياسية، فإن السنيورة بدا وكأنه “الأب الروحي” للسنّة” بعد “الوفاة السياسية” لـ”الأب الأصيل”. فهل يمهد لوراثة “الزعامة السنية” التي كان يمثلها الحريري؟
ما الذي تخفيه اطلالة السنيورة وخطابه للجمهور السني؟ هل يكون السنيورة البديل للحريري في المرحلة الراهنة؟ وهل يرأس نائب صيدا سابقاً، اللوائح الانتخابية في الدوائر السنية، بالتحالف مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع؟ أم يتولى تشكيل اللوائح وإدارة العملية الانتخابية عن بعد من دون الترشح؟
لا يُخفي “صديق الحريرية” طموحاته الدفينة، في حجز الموقع المتقدم في الطائفة السنية منذ مرحلة الرئيس رفيق الحريري، والذي شكل لاحقاً سعد الحريري العقدة الكأداء لتحقيق هذا الهدف. فإذا كانت الحسابات السعودية، وقرب “الحريرية” من الديوان الملكي وقتذاك، قد قطعت الطريق على السنيورة، المحسوب على الأميركيين، لنيل مبتغاه، فالآن قد خلت الساحة، وسنحت الفرصة. فهل يستغلها؟
كما تؤكد مواقف السنيورة في مراحل سابقة معارضته لسياسات وتوجهات رفيق الحريري وبعده سعد الحريري لا سيما التقرب من حزب الله ومهادتنه ومحاورته وكذلك موقف الرافض بشدة للتسوية الرئاسية التي عقدها الحريري مع الرئيس ميشال عون.
مصادر “الجريدة” أكدت أن السنيورة سيعلن ترشيحه للانتخابات النيابية في دائرة صيدا في الغالب، وخطابه أمس هو تمهيد للإعلان عن الترشح الشهر المقبل.
وعلمت “الجريدة” أن السفارتين الأميركية والسعودية في لبنان تنشطان انتخابياً وسياسياً وتقومان بمروحة مشاورات مع القيادات السياسية لـ14 آذار، وكذلك الاجتماع مع مرشحين على المقاعد السنية لتركيب لوائح لخوض الانتخابات بهدف حصد الأكثرية النيابية لتعديل التوازن السياسي في المجلس الجديد.
والجدي بالذكر أن السنيورة كان أول المؤيدين للحريري غداة إعلانه تعليق أعماله السياسية والانتخابية، ما بدا أن السنيورة لن يترشح للانتخابات تضامناً مع “أخيه سعد” كما وصفه. لكنه أمس يعتلي “المنبر السني” لتوجيه خطاب انتخابي للطائفة السنية عكف سعد الحريري على تلاوته في المحطات المفصلية وخصوصا عشية الانتخابات النيابية.
مواقف السنيورة في الشكل والمضمون، أثارت امتعاض تيار المستقبل وعائلة الحريري تحديدًا.. وكيف لا وهي تشاهد “رفيق العائلة” وهو يرثها في لحظة سياسية عصيبة تمر بها العائلة!
فالعصبية العائلية تحركت عند أمين عام التيار وابن عمة “الشيخ” أحمد الحريري، ووجه رسالة مشفرة للسنيورة فور انتهاء مؤتمره الصحافي، ونشر صورة لسعد الحريري وعلق عليها قائلا “موقفك وحده يمثلني”.
وليس خافياً حجم العلاقة المتينة بين السنيورة والأميركيين والسعوديين، وتشير المعلومات في هذا الاطار الى أن السنيورة يشكل حصان طروادة للولايات المتحدة الأميركية والسعودية لغزو الساحة السنية وقرصنة المقاعد السنية من كنف “الكتلة الزرقاء”. وتلفت المعلومات الى محاولات للملمة أشلاء المستقبل وترميم صفوفهم واستقطابهم في لوائح واحدة ويجري التفاوض مع عدد من النواب الذين يمثلون حيثيات سياسية وشعبية في مختلف المناطق.