انقضت جولة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان التي حملت الرقم 6 حول الجهود الرامية لإنهاء الشغور الرئاسي، عن انكشاف فجوة في ما يمكن تسميته حوار أو تشاور، ولكن ليس مفاوضات، اذ ان الموقف المسيحي للقوى الممثلة في المجلس النيابي، لا سيما كتلة “الجمهورية القوية” (حزب القوات اللبنانية) تعتبر ان ليس من الأعراف او الصلاحيات ان يدعو الرئيس نبيه بري، كرئيس لمجلس النواب الى الحوار، فيما طالب حزب “الكتائب” بلسان رئيسه النائب سامي الجميل بأنه يريد «ضمانة بأن تكون الجلسة الانتخابية المفتوحة بمعزل عن الاتفاق على اسم الرئيس”.
وغاب “التيار الوطني الحر” عن اللقاء مع لودريان، والعلّة ان رئيسه النائب جبران باسيل موجود خارج لبنان، في حين انه لم يصدر اي موقف بعد لقاء لودريان مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
وحسب مصادر المعلومات فإن دعوة لودريان لم تحمل آلية واضحة للتطبيق، فضلاً عن ان “الثنائي الشيعي ”يتمسك بأن يكون الحوار شاملاً، وفي المجلس النيابي، وبرئاسة الرئيس نبيه بري وبدعوة منه.
وحسب ما ذكر في دوائر المعلومات، فإن لودريان قال لمن التقاهم: اذا لم يحصل انتخاب وبقيت الازمة على حالها من دون رئيس جمهورية، فإن “لبنان السياسي” سينتهي ولن يبقى سوى “لبنان الجغرافي”، محدداً فترة زمنية لا تتجاوز آخر شهر تموز، وضمناً شهر حزيران الذي يبدأ السبت المقبل.
ونقلت صحيفة “اللواء” عن مصادر سياسية مطلعة قولها إن الحركة التي شهدها الملف الرئاسي بفعل زيارة لودريان ليست حركة حاسمة أو بمعنى أنها تخرج بتفاهم على انتخاب رئيس للبلاد، وأكدت أن النقطة المتصلة بالتشاور بدورها غير نهائية بعد، فالمعارضة تطالب بضمانات محددة ولاسيما جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وقوى الممانعة ليست متحمسة لأي تنازلات وتطالب بمعرفة هوية الرئيس، وبالتالي من شأن هذه المواقف أن تصيب أي مسعى بالفشل.
وأكدت المصادر أن لودريان تحدث بلغة التحذير على مسمع من التقاهم قائلا أنه إذا لم ينتخب رئيس فلبنان السياسي سينتهي ولن يبقى إلا لبنان الجغرافي، مشيرة إلى أن أي تجاوب مع التشاور يجب أن يحمل صفة الإجماع وأن يتم الاتفاق على التشاور حول الأسماء، مشيرة إلى أن لودريان يستكمل مهمته تمهيدا برفع نتيجة لقاءاته إلى الرئيس الفرنسي، وتقول أن لودريان يريد اجوبة من دون تضييع المزيد من الوقت وتكوين صورة قبل رفع تقريره.
واشارت مصادر سياسية إلى أن لقاءات الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مع القادة السياسيين والنواب في اليوم الثاني من زيارته للبنان، لم تختلف بمضومنها عن اليوم الاول، الا بتسلسل الأسئلة والاستفسارات التي استرسل في طرحها على محدثوه، وإن كان البارز فيها، اللقاء الذي عقده مع كتلة الوفاء للمقاومة، التي كررت موقفها السابق، المؤيد لاجراء الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، مع التمسك بالحوار اوالتشاور المسبق برئاسة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، والاستمرار بتبني ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية للرئاسة، مع التطرق الى خطورة استمرار الفراغ الرئاسي وتداعياته السلبية على مصير لبنان، وهو ما ركز عليه لودريان، وشدد على ضرورة التنبه له مرارا في لقاءاته.
ووصفت المصادر خلاصة لقاء الموفد الفرنسي مع كتلة الوفاء للمقاومة،بأنه مؤشر على استمرار حزب الله التشدد بمواقفه السابقة، ما يعني ضمناً معارضته الضمنية لفصل اجراء الانتخابات الرئاسية قبل انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزّة، وعدم استعداده للتخلي عن ترشيح فرنجية والذهاب للخيار الثالث.
ورفض مصدر نيابي ما نقل عن لسان لودريان لجهة انتهاء لبنان السياسي، وقال المصدر: ما يسرّب ليس دقيقاً، انه تضخيم لبناني، وما قاله لودريان: هذه الفرصة هي الاخيرة لانجاز الاستحقاق وعلى الاطراف عدم اضاعتها، والا فالازمة ستطول الى ما بعد الانتخابات الاميركية، معتبراً ان عدم انتخاب رئيس سيبقي لبنان خارج اي تسوية، ولا مصلحة للبنان بذلك.
“اللواء”