منع مرعب من خطبة الجمعة: تدبير طبيعي أم بداية عزل؟

الجمعة المقبل، لن يخطب المفتّش العام المساعد لدار الفتوى الشيخ حسن مرعب بالمصلّين في «مسجد الإمام علي» في الطريق الجديدة ولن يؤمّ الصلاة فيهم، بعد تسريب معلومات مؤكّدة بأن اسمه لن يكون مُدرجاً على اللائحة الأسبوعية لخطباء الجمعة التي توزّعها المديريّة العامّة للأوقاف الإسلاميّة التابعة لدار الفتوى. غياب اسم مرعب يأتي في ظل حملة ممنهجة ضدّه على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر حسابات حقيقيّة ووهميّة، معروفة المصدر، بسبب مواقفه المؤيّدة للمقاومة في فلسطين ولبنان. لذلك، ساد اعتقاد بأن الحملة آتت ثمارها، وأن مفتي الجمهوريّة الشيخ عبد اللطيف دريان اقتنع بأن «تقويم» رأي مرعب السياسي لا يكون إلا بتدابير إداريّة جديّة تتّخذها دار الفتوى.

ومنذ سطع نجمه كشيخٍ ينتمي إلى دار الفتوى ويحمي «ظهر المقاومة» في الشارع السني، ويهاجم بعض الأحزاب السياسيّة، وعلى رأسها حزبا الكتائب والقوات اللبنانيّة» تعرّض مرعب لحملة واسعة لتشويه صورته، وزار منزعجون من مواقفه عائشة بكّار للضغط على دريان من أجل رفع الغطاء عنه، فيما قصد آخرون بعض نوّاب بيروت الذين قام بعضهم فعلاً بحملة شرسة ضده، وصلت إلى حدّ اتهام مقرّبين منهم لمرعب بـ«الردّة» بعد تقديمه التعزية بوفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. كذلك زارت شخصيّات السفارة السعوديّة للتحريض على الشيخ والإيحاء بأنه يُهاجم المملكة.

إلا أن ذلك كله لم يقلّل من حماسة إمام «مسجد الإمام علي» ولا أرغم دريان على التضييق عليه، خصوصاً أنّ علاقة وثيقة تجمعهما. وأكّدت مصادر أنّ عدم إدراج اسم مرعب على لائحة الأوقاف لن يكون إلا لأسبوعٍ واحد وهو «إجراء طبيعي»، بعدما درجت العادة في دار الفتوى على استضافة مساجد العاصمة الكُبرى مشايخ من خارج بيروت أو حتّى تبديل الأئمة في ما بينهم، كقيام بعض مفتي المناطق مثلاً بخطبة الجمعة فيها.

رغم ذلك، وفق المصادر المتابعة، أراد من شطب اسم مرعب من اللائحة إرسال رسالة إلى الشيخ والضغط عليه من دون «كسره»، وامتصاص الشارع من جهة ثانية بعدما استعرت الحملة عليه.

وتلفت المصادر إلى أن عدم ذهاب «دار الفتوى» بعيداً في إجراءاتها، يعود إلى ما يتردّد بأنّ مواقف مرعب تترجم التقارب السعودي – الإيراني، خصوصاً أنّ علاقته متينة مع السفارة السعوديّة، كما أنّ مُتابعة سريعة لحساب مرعب على منصّة «إكس» وتصريحاته الإعلاميّة تشير إلى أنّه يتقصّد تحييد السعوديّة وعدم توجيه أي انتقاد إلى مسؤوليها. وكلّ ذلك، يجعل منه شيخاً يصعب «عزله» بسهولة، ولا سيّما بعدما سمع مسؤولو «عائشة بكّار» كلاماً واضحاً بأنّ إبعاده يعني حُكماً «تحريره» من منصبه ليتمكّن من البوح بما في جعبته.