كشفت صحيفة “العربي الجديد”، عن اتصالات مصرية إسرائيلية لحسم الأمور العالقة التي تعيق بدء تنفيذ نقل الغاز براً إلى لبنان، في إطار الاتفاق الموقع بين الأخير ومصر والأردن وسورية لهذه الغاية.
وبحسب المصادر التي تحدثت لـ”العربي الجديد”، فقد سعى العدو الإسرائيلي، إلى تعطيل بدء ضخ الغاز من مصر إلى لبنان، لأن جزءاً كبيراً من الكميات المتفق عليها بين القاهرة وبيروت، هي بالأساس غاز إسرائيلي، ضمن اتفاق موقع في 2018 بين تل أبيب والقاهرة، في إطار خطة مصرية للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
وأبرمت مصر و”إسرائيل” اتفاقاً عام 2018 يقضي بأن يصدر الجانب “الإسرائيلي” 64 مليار متر مكعب سنوياً من حقلي غاز “تمار” و”ليفياثان” في شرق البحر المتوسط إلى مصر، بقيمة 15 مليار دولار أميركي، ولمدة عشر سنوات.
وقالت المصادر إن “إسرائيل تسعى للحصول على امتياز بشأن إمكانية استخدام خط الغاز العربي (تم الاتفاق على إنشائه عام 2000 وذلك لنقل الغاز المصري إلى الأردن وسورية ولبنان، وفي مرحلة لاحقة إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا) في نقل إنتاجها، وألا يكون ذلك قاصراً على نقل الغاز في إطار الاتفاق البيني مع مصر”.
وأضافت المصادر أن “حكومة الاحتلال أرادت تحقيق مكاسب من وراء الاتفاق الذي وقعته القاهرة لنقل الغاز إلى لبنان، بهدف الضغط أيضاً على بيروت في ملف ترسيم الحدود البحرية والتسريع به، في ظل الخلافات القائمة بين الطرفين في هذا الصدد بسبب المساحة التي من المقرر توقيع الاتفاق بشأنها”.
وأوضحت المصادر أن “التعطيل الإسرائيلي أخيراً، والذي تسبب في تأخير موعد البدء في تنفيذ اتفاق نقل الغاز إلى لبنان، يأتي من منطلق اتفاق سابق موقع بين القاهرة وتل أبيب، لتصدير الغاز من الحقول التي تسيطر عليها إسرائيل إلى مصر، ومن ثم يكون من حق الأخيرة نقله إلى دولة أخرى”.
وكشفت المصادر أن “الاتصالات الأخيرة بين مصر وحكومة الاحتلال، توصلت لنقاط تفاهم بشأن الملاحظات الإسرائيلية”، مؤكدةً في الوقت ذاته أن لبنان “غير معني بأي شكل من الأشكال بتلك الخلافات، وأنها شأن مصري خالص، والقاهرة تقوم بتسويتها من جانبها، من دون أي تدخل من جانب بيروت”.
وأشارت المصادر إلى أن “إسرائيل كانت تسعى لابتزاز لبنان، استغلالاً لأزمة الطاقة التي يمر بها، حتى تجبره على إعادة فتح ملف ترسيم المياه الاقتصادية، بعدما كانت توقفت المفاوضات بسبب خلافات بين الجانبين”.
في غضون ذلك، رفضت وزيرة الطاقة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، كارين إلهرار، خلال مشاركتها في معرض “إيجيبس 2022” للبترول، والذي تم افتتاحه في القاهرة بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الإثنين الماضي، التطرق إلى الخلافات بشأن نقل الغاز إلى لبنان، مكتفية بالقول “لا بأس من ذلك”.
ووقّع وزراء الطاقة في مصر وسوريا والأردن ولبنان في أيلول الماضي، على خطة زمنية لتنفيذ اتفاق نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا.