/ إيناس القشاط /
تتطلب الانجازات الرياضية توافر عدد من العوامل البدنية والمورفولوجية، ولكن هذه العوامل لا تكتمل الا عند توفر “لياقة نفسية” عالية يستطيع من خلالها الرياضي مواجهة المنافسات.
تقع الفرق الرياضية غالباً، تحت وطأة الضغوط النفسية، وخاصة خلال فترة المنافسات. وربما يعود ذلك إلى أسباب كثيرة، آنية أو متراكمة، كنتيجة خبرات سابقة لبطولات أخرى اشترك فيها لاعبو هذه الفرق.
ويعاني لاعبو كرة القدم من صعوبة تسجيل الأهداف في بعض الأحيان، حتى وإن كانوا متميزين في ذلك، ويتعرض اللاعب للكثير من الانتقادات من قبل الجمهور، وتستهدف هذه الانتقادات المستوى الفني الضعيف الذي يظهر به، وعدم محافظة اللاعب على مستواه الجيد.
من هنا، تبرز الاهمية الكبرى لعملية الاعداد النفسي الرياضي المتقن، وذلك بمصاحبة الاخصائي النفسي في المجال الرياضي، من أجل الوصول باللاعبين الى أفضل حالاتهم الصحية النفسية في المجال الرياضي.
ومن مصادر الضغوط النفسية:
ضغوط الجو المحيط.
ضغوط التدريب الرياضي.
ضغوط المنافسة الرياضية.
الضغوط العقلية والنفسية.
ولعل أبرز الضغوط التي تؤثر على الرياضي، هي ضغوط المنافسة. فيقع اللاعب في حالة ضياع نظراً للضغط النفسي الذي يعيشه، والتفكير المستمر بإبراز نفسه للمدرب والجمهور، خصوصاً إذا كان لاعباً من مستوى عالمي، ويُراهن عليه للتسجيل او لحسم مباراة مصيرية.
وربما هذا ما حصل مع الفرعوني محمد صلاح. فبعد خسارة منتخب بلاده امام السنغال في نهائي كأس الأمم الإفريقية، بركلات الترجيح 2-4 بعد تعادل سلبي في الوقتين الأصلي والإضافي، عاد صلاح ليشارك مع فريقه الإنكليزي ليفربول من دون راحة جسدية وفكرية، وظهر بحالة من الغضب والحزن الشديدين.
وبمشاركته في مباراة ليفربول ضد ليستر سيتي، سبب صلاح إزعاجًا ملحوظًا لدفاع ليستر، منذ دخوله في الشوط الثاني، لكنه أهدر الاهداف في الهجمتين، وواصلت الشباك مخاصمته.
وفي المباراة اليوم أمام بيرنلي، لم يظهر صلاح بالمستوى المطلوب، ربما لم يقدم مباراةً سيئة، ولكن مستواه كان متوسطًا، وهو أمر يمكن ملاحظته من خلال الإحصائيات، مثل تلك التي تقول إنه سدد تسديدة واحدة طوال الـ 90 دقيقة.
وكان مدرب الفريق يورغن كلوب قد أشار إلى نفسية صلاح، وقال إن “صلاح، وبعد عودته إلى تدريبات ليفربول، لا يزال يواجه معاناة في نسيان خسارته كأس أمم إفريقيا”، موضحاً أنه “يشعر بخيبة أمل كبيرة”.
وأشارت تقارير إعلامية إنجليزية، إلى أن “صلاح ربما يعاني من مشكلة نفسية بعد الإخفاق الثالث تواليًا، على مستوى مشاركاته مع منتخب مصر في البطولة”.
وما يزيد الحالة النفسية لصلاح، أن المتوّج بالبطولة هو زميله في ليفربول ساديو ماني، ما يعزز فرص السنغالي في الفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي 2022.
وفي ثلاث مشاركات لصلاح مع منتخب مصر في كأس إفريقيا، لم ينجح في التتويج بالبطولة مطلقًا، ما يضع مزيداً من الضغط على كاهل اللاعب من وسائل الإعلام.
ويرى نجم الكرة المصرية السابق محمد أبو تريكة، أنه “يجب أن نقيّم الأمور بجديّة. صلاح استنزف لأنه شارك في جميع المباريات، وبالتالي تم استهلاكه بدنياً ونفسياً، وهو وصل أن يكون رقم واحد، لذلك هو رافض أن يكون وصيف في البطولة”.
وفي هذا الصدد، يشير الإعلامي اللبناني رواد مزهر، في حديث لموقع “الجريدة”، إلى أن “اللاعب محمد صلاح لم يتأثر بدنياً، حتى ولو كان متأثر نفسياً”، لافتاً الى أنه “استطاع أن يصل الى المرمى بسهولة، حتى ولو لم يحالفه الحظ في التسجيل”.
وعن الهجوم الذي تعرض له صلاح بسبب عدم البدء بتسديد ركلات الترجيح امام السنغال، رأى مزهر ان “صلاح قطع شوطاً كبيراً في هذا الخصوص، ويستطيع ان يتغلب على هذا الهجوم لأنه جاهز وهو لاعب كبير، ولن يؤثر عليه”.
وفي العودة لضغوط المباريات، يبحث صلاح عن كتابة صفحة جديدة في تاريخ ناديه، وينتظر اهم بطولة عالمية لعشاق كرة القدم، حيث يطمح في بطولة دوري ابطال أوروبا لاستعادة شريط ذكريات “الكالتشيو” بمواجهة انتر ميلان.
الضغط الذي يعانيه صلاح، من المتوقع ان يفجّره في دوري الأبطال على شكل أهداف، ولكن إذا لم يتعامل مع مصادر الضغوط النفسية فلن يفك صيامه التهديفي.