وصف رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل العلاقة مع “حزب الله” بـ “العادية”، لافتاً الى أنه “كان هناك تفاهم بيننا، والشقّ الذي يتعلق بحماية لبنان ما زال قائماً أما الجزء المتعلق بالداخل فقد اهتزّ”.
وقال باسيل خلال مقابلة تلفزيونية : “أقل الواجب احترام إرادة المكون المسيحي في الرئاسة واليوم هذا الأمر لا يحصل من قبل حزب الله وهم يمارسون نقيض ما فعلوه في العام 2016 حين احترموا هذه الإرادة بانتخاب العماد عون رئيساً”.
ورأى أن “العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ايجابية وهناك نوايا ايجابية متبادلة من الطرفين بهدف الخروج من الازمة”، قائلاً: “ندرك أن مفتاح الحل هو انتخاب رئيس للجمهورية”.
واعتبر باسيل العلاقة مع الدول الخليجية “ضرورية للبنان، ويجب أن يكون لدينا علاقات سليمة مع دول الخليج بمعزل عن الشق الداخلي اللبناني”.
وفي موضوع الحرب في الجنوب وموقفه منها، لفت باسيل الى أن “حزب الله ابدى اعتراضا على موقفي من ضرورة عدم ادخال لبنان في حرب غزة وانا ابلغتهم اعتراضي”، مؤكدا أن “التيار” يقف انسانيا “مع اهالي غزة وما يحصل معهم ونتضامن معهم سياسيا وعربيا ولكن هذا شيء وان يتدخل لبنان ليرفع الظلم عن غزة أمر آخر”، موضحاً أن “لبنان بوضعه وقدراته لا يستطيع أن يحرر القدس، وما يقوم به الحوثيون تخطى القضية الفلسطينية واستراتيجيا تخطى وضع لبنان”.
وأكد باسيل أنه “لا يرى لبنان من ضمن الهلال الشيعي ولا يوافق على ذلك”، معتبرا أن “الواضح أن خط الترابط الذي تقوم به ايران عسكري ويبدو أنها استطاعت أن تفرض نفسها والغرب يتعاطى معها على هذا الاساس، وفي ظل هذا المشهد لا اريد للبنان أن يدفع الثمن لا بالحرب ولا بتغيير الهوية”، مؤكداً أن “أي مكوّن لا يستطيع فرض أي شيء على لبنان”.
ورأى أن “لبنان هو الدولة الجامعة وعلى المكونات أن تكون تحتها”، لافتاً الى أنه “عندما نضع المقاومة قبل الدولة ستتفكك والمعادلة تقوم على أن الدولة تكون في المقدمة”.
وبالنسبة إلى توسّع الحرب الاسرائيلية لتصل الى لبنان، رأى باسيل أن “الاسرائيلي لا يستطيع ان يوقف الحرب على غزّة الان وهو يحتاج الى تحقيق انتصار، وإذا فتحت الحرب على لبنان فهو لن يستطيع تحقيق أي انتصار لم يحققه في غزة”. مشدداً على انه “يمكن ان يكون لإسرائيل الحق بالوجود في حال ارادت التزام حقوق العرب ومنهم فلسطين وسلمت واوقفت عملية اغتصاب الارض، وانا لست مع ان يدخل لبنان في أي أمر مع اسرائيل من دون أن يأخذ حقوقه واولها في موضوع اللاجئين الفلسطينيين ومزارع شبعا”.
وفي ملف النزوح السوري قال: “ما شهدناه لبنانيا وفلسطينيا آمل ألا نشهده مع السوريين وفي سوريا المجتمع الدولي هو الذي يرفض عودتهم الى بلادهم”.
وأضاف: “تباعا سنرى تغييراً في الموقف الاوروبي من النازحين واذا رأينا تباعا ايضا تغييراً في الموقف الاميركي فهذا امر سيساعد”. وشدد على أنه “يجب ان نرى تحركاً لبنانياً في هذا الملف وهذا سيسمح بحل ازمة النازحين”، لافتا الى أن التحريض على السوريين لا يفيد بل المطلوب هو الضغط السياسي بدءًا من البلديات واتخاذ اجراءات قانونية”.
وفي ما يتعلق بجريمة اغتيال منسق القوات في جبيل باسكال سليمان، رأى باسيل أنه “كان يمكن ان تكون بوسطة عين الرمانة وفشلت”، مؤكداً أنه “ضد الأمن الذاتي وأن حماية لبنان والمناطق المسيحية تكون بالعقل والمنطق ومنع الفتنة”. ولفت الى “أهمية المواجهة بالعقل والاتزان”.
وشدد باسيل على أن “هناك وضع انحلالي في البلد والحل بالذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية”، لافتاً الى أن “السبب وراء التمديد للبلديات في مجلس النواب ليس فقط الحرب الدائرة في الجنوب بل عدم الجهوزية لاجراء الانتخابات والى أن الحكومة لم تظهر للناخبين انها جدية ومستعدة لاجرائها”، مذكراً بأن الترشيحات في محافظة جبل لبنان لا تتجاوز الثلاثة.
وتابع: “نحتاج رئيساً يتم التوافق عليه وألا يأتي بطرح تهديدي للمقاومة أو يكون غافلاً عن بناء الدولة لا بل أن تكون لديه أولوية الإصلاح”.
ولفت الى انه “ليس مرشحا لرئاسة الجمهورية في ظل عدم وجود فرص للنجاح حتى لو كان هناك اجماع عليه، وأوضح: “هناك تجربة سابقة خضناها في عهد الرئيس العماد ميشال عون، وما افكر به اليوم هو كيف نخلص البلد”.
وشدد على ان “الصراع في المنطقة كبير والخطوط العريضة لم ترسم بعد”، وأضاف: “إذا لم يكن لبنان حاضرا على الطاولة فلا يمكن ان تحصل اتفاقيات ومن هنا اهمية انتخاب رئيس وبطبيعة الحال وجود حكومة فاعلة وليس حكومة تصريف اعمال”، مشيرا الى أن ” لبنان لديه تحديات كبيرة ويستطيع ان يواجهها بايمان شعبه وقوته وصموده”.
وقال:” نحن في صراع كبير بين الحرب واللاحرب وبين التسوية والانفجار الكبير، ولبنان يجب ان يكون بمكان لا يدفع فيه ثمن التسوية ولا ثمن الحرب”.
وعن اوضاع التيار الوطني الحر أكد أنه “سيبقى أقوى لأنه قضية وفكر سياسي”.