| رندلى جبور |
التخبّط لدى “القوات اللبنانية”، واضح. والتناقض في تصريحات مسؤوليها، فاضح. والجنون السياسي لديها، جامح!
تعددت الأسباب لذلك، لكن النتيجة واحدة: “القوات” ليست حزباً يُركن إليه وهي تُضرب من “بيت أبيها” في معراب!
في الداخل، لم تقدّم “القوات” مشروعاً بنّاءً، أو حتى اقتراح قانون مهم. إنها تبني كل شيء على “كترة الحكي” لا أكثر.
في ملف النازحين، ركضت اليوم لتنادي بالعودة بعدما كانت احتضنت هؤلاء بحجة الإنسانية، ولاقت الجماعات المتطرفة إلى عرسال بالرز والورود، وأقسمت أن السوريين لن يعودوا إلا على “جثّتها”!
وفي ملف الرئاسة، تقدّم مقترحات “ما بتظبط” في الواقع اللبناني.
وفي الاصلاح، لم تسعَ يوماً إلى تقديم ولو إخبار واحد إلى القضاء، الذي لا تنتبه إلى وجوده إلا حين ترفع دعاويها في وجه من ينتقدونها.
وفي بناء الدولة، لم تقم بخطوة واحدة إلى الأمام ولو على سبيل “الحبر على الورق”.
وفي التشريع، تتعامل على القطعة، ومن دون مسوّغات قانونية او دستورية واضحة لتصرفاتها، إذ هي تشارك حيث تدعو مصلحتها الضيقة أو طلب الخارج، وتقاطع حين لا تجد الأمر في خدمتها.
وفي الشراكة، حدّث ولا حرج. هي حاربت المسيحي الأقوى في رئاسة الجمهورية، وتنصّلت من اتفاق معراب بداعي الحصص، وتهاجم الفريق الوحيد الذي يسعى إلى الشراكة.
وفي الخارج، فشلت كل رهاناتها. ومع أن “حلق الشوارب” لم يتم على رغم صمود بشار الأسد، إلا أن الحقيقة الثابتة أن الأسد انتصر وعاد إلى حضن الجامعة العربية.
وأكثر من ذلك، فإن سوريا تبني من جديد علاقاتها مع السعودية التي “قطعت المصروف” عن رئيس “القوات”، ما أوقعه في ضيق مالي لناحية دفع الرواتب العالية للمسؤولين القواتيين، وتقديم خدمات اجتماعية لكسب حفنة أصوات انتخابية.
والإمارات استقبلت وفيق صفا بالأحضان، والولايات المتحدة مرتبكة بفعل فشل “إسرائيل” في حرب غزة “ومش فاضية لرئيس القوات”. والمشاريع التي كان مكلفاً بتنفيذها سمير جعجع وُضعت جانباً، خصوصاً أن الأدوار اليوم يلعبها “الأصيل”. وأوروبا لديها هموم أكبر من معراب. والعالم سائر باتجاه آخر. وجميل ايضاً أن نفهم سياسة الفاتيكان في المرحلة الراهنة…
لذلك كله، يصبح مفهوماً الارتباك القواتي، والقلق الذي يصيب القيادة.
* الآراء الواردة في المقالات تعبّر عن رأي كاتبها ولا يتحمّل موقع “الجريدة” أي مسؤولية عن مضمونها