رجّحت حركة “طالبان” أن تحصل قريباً على اعتراف من المجتمع الدولي بحكمها في أفغانستان، بعد محادثات أجرتها أخيراً مع مسؤولين غربيين في العاصمة النرويجية أوسلو، رغم شكوك في هذا الصدد.
جاء ذلك بعد محادثات استمرت 3 أيام في النرويج الشهر الماضي، أجراها وفد من “طالبان” ترأسه وزير الخارجية بالوكالة أمير خان متقي، كانت الأولى بعدما استعادت الحركة السلطة في أفغانستان، في 15 آب الماضي.
وأجرى وفد “طالبان” محادثات مع ممثلين عن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والنرويج وبريطانيا والولايات المتحدة، تطرّقت بشكل أساسي إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة في أفغانستان وملف حقوق الإنسان، حسبما أوردت مجلة “نيكاي آسيا” اليابانية.
ونقلت المجلة عن نائب الناطق باسم الحركة بلال كريمي، قوله: “على العالم أن يفصل المساعدات الإنسانية عن السياسة. يجب أن يساعدوا في تلبية الاحتياجات الاقتصادية والإنسانية لشعب أفغانستان، ولكن عليهم أولاً رفع الحظر المفروض على الأصول المالية الأفغانية” في الغرب، ولا سيّما الولايات المتحدة.
ولفت كريمي إلى أن “هناك مصلحة مرتقبة في الاعتراف بإمارة أفغانستان الإسلامية”، في إشارة إلى الاسم الذي تطلقه “طالبان” على البلاد. وأشار إلى أن دولاً أعادت فتح بعثاتها في كابول، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي أخيراً. وأضاف: “حصل وفدنا في أوسلو على كل الإجراءات الدبلوماسية، لذلك يمكننا القول إن هذا مؤشر إلى أن العالم سيعترف قريباً بطالبان”.
لكن وزيرة الخارجية النرويجية، أنيكين هويتفلدت، شددت على أن المحادثات “لا تمثّل شرعية أو اعترافاً بطالبان”، لافتة إلى أن الوضع الإنساني الطارئ في أفغانستان “يوجب أن نتحدث إلى سلطات الأمر الواقع في البلاد”.
وسُئل كريمي عن عدم كون محادثات أوسلو مؤشراً إلى الاعتراف بالحركة، فأجاب: “الأفعال أكثر أهمية من التصريحات. إعادة فتح مكاتب، وبناء علاقات، والاجتماع مع دول مختلفة، مثل فرنسا والولايات المتحدة، يمكننا أن نرى أن هناك أفعالاً وتحرّكات. نجري مناقشات ولقاءات، وهذه خطوات ستأخذنا نحو الاعتراف” بـ”طالبان”.