| مرسال الترس |
استبشر بعض اللبنانيين خيراً باستئناف سفراء “اللجنة الخماسية” حركتهم المرتبطة بالملف الرئاسي في لبنان، بعد عطلة امتدت نحو شهر بحجة الأعياد لدى المسيحيين والمسلمين. مع الاشارة إلى أن العديد من اللبنانيين لا يستبشرون خيراً بتلك الحركة التي وصفها البعض برفع العتب، لأن هؤلاء السفراء يفتشون في الأصل عن مصالح دولهم قبل أي أمر آخر، إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار ما يتسرب عن التنافس في ما بينهم. وإلاّ فما هو الأمر الجَلل الذي يمنعهم من مواصلة اتصالاتهم على مدار الساعة إذا كان الأمر يعنيهم فعلاً إلى هذا الحد من الجدية؟.
الواضح أن التطورات الإقليمية التي انبثقت من عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول الفائت، قد “ابتلعت” كافة القضايا المطروحة في دول الإقليم، وجعلتها متأثرة بالمشهد النهائي الذي سيستقر عليه الوضع في قطاع غزة، وامتداداً إلى الجنوب اللبناني الذي ينعكس على الداخل بتشابكات عديدة ومتشعبة، انطلاقاً من كون “المقاومة” في لبنان هي رأس حربة في قوى المساندة للقطاع بكل ما تملك من قدرات وتأثيرات.
وبناء على هذه المعطيات وسواها من التباينات الواسعة في وجهات النظر بين نواب البرلمان اللبناني، والكتل التي يجتمعون تحت رايتها، أبلغ مرشح جدي للانتخابات الرئاسية في لبنان أحد سائليه عما إذا كان موعد تلك الانتخابات قريباً، فكان جوابه مقتضباً إلى حد القول: “جامدة وبعيدة”، على الرغم من أنه كان متابعاً بدقة للاتصالات التي يجريها سفراء “اللجنة الخماسية”، وكذلك حركة “تكتل الاعتدال” التي لم يقتنع بجدوى تحركها أصلاً، وبعد تواصل جاد مع مراجع روحية فاعلة.
وإذا كان الشيء بالشيء يُذكر، فقد توقف المتابعون باهتمام عند النبرة الحادة التي أجاب بها السفير المصري في لبنان علاء موسى، وهو الذي بات متحدثاً باسم اللجنة الخماسية في مختلف لقاءاتها واجتماعاتها مع الأفرقاء السياسيين، على سؤال عن تشكيك بعض الأفرقاء في لبنان بنتائج عمل اللجنة وفحوى اتصالاتها، حيث قال: “إن من يشكك بعمل اللجنة أو غيرها، هو لا يبحث عن مصلحة هذه الدولة. وأي شخص يبحث عن مصلحة لبنان ووحدته واستقراره، يجب أن يدعم أي جهد ولو كان بسيطا”. خاتماً جوابه بإدارة الظهر لسائله وكأنه يرفض أي تشكيك بعمل اللجنة، مع إنه يُدرك جداً أن “زملاءه ليسوا على رأي واحد، وإنما لكل منهم أجندة تخدم مصالح الدولة التي يمثلها.
والثابت أن ما قاله المرشح الجدي عن “جمود” و”بُعد” الانتخابات، يعكس فعلاً أن لا شيء متحركاً وقريباً على هذا الصعيد في المدى المنظور، رغم أن الفراغ في قصر بعبدا سيطل قريباً على الشهر السابع عشر من عمره الذي يبدو أنه سيكون مديداً!