| مرسال الترس |
لم تأت الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى العاصمة الفرنسية لـ “شم الهواء”، أو لتمضية “ويك أند” في عاصمة الأناقة، وإنما تخللتها محطات سياسية عملت على تهيئتها شخصيات لها حضورها الدائم في عاصمة “الأم الحنون”، ويهمها جداً بقاء “أبو طوني” على تواصل مع الإدارة الفرنسية التي كان لها أكثر من تقاطع ملموس معه في السنوات السابقة.
صحيح أن فرنجية لم يعلن عن زيارته، كما يفعل بعض القيادات من لبنان عندما يرغبون في إعطاء أي تحرك لهم صفة الأهمية، فالرجل يبدو شديد التكتم إزاء الأمور المتعلقة بالملف الرئاسي على غير عادة، كما يردد العديد من زواره. لا بل ربما إنزعج من تسريب الخبر عبر قنوات حملت أكثر من علامة استفهام.
الكلام الذي تسرّب من بنشعي بالإشارة إلى أن زيارته الباريسية هي رحلة استجمام مع صديق الطفولة الوزير السابق روني عريجي، لم يبدّد، لا مخاوف الجهات المعارضة لترشيحه، ولا شكوك المؤيدين الذين اعتبروا أن الزيارة تأتي في صلب المعركة الرئاسية.
ولكّن المهم، أن الزيارة أعطت للمتقدم على الآخرين في حلبة الوصول إلى قصر بعبدا، مساحات مهمة من وسائل الإعلام التي أسهبت في تحليل مغزى الزيارة في هذا التوقيت بالذات، إضافة إلى قاعدة اساسية من الدعم متمثلة بواحد وخمسين نائباً من مختلف الطوائف والمذاهب، ومرشحين للزيادة في أية عملية انتخابية مقبلة.
على خط مواز، يظهر الأفرقاء المسيحيون (المعارضة) وكأنهم في حالة تضعضع حقيقية، نتيجة “اهتزاز تقاطعهم” حول الوزير السابق جهاد أزعور الذي يبدو وكأنه قد خرج نهائياً من سباق الرئاسة. فلا أحد يشير إليه إلاّ في لفتات عابرة، أو في تسريبة أسرار إعلامية، فيما هو غائب عن أية اتصالات ملموسة، إن في الوسط السياسي اللبناني أو على صعيد العواصم المعنية بالملف الرئاسي (دول اللجنة الخماسية على سبيل المثال)، إلاّ إذا كان يقوم باتصالات سرية لا يتم الاعلان عنها أو تظهيرها للإعلام.