العثور على كوكب جديد!

أكد علماء الفلك وجود كوكب خارج المجموعة الشمسية، حيث يغمر ضوء الشمس الأبدي أحد جانبيه بينما يواجه الجانب الآخر ظلاما دائما.

وبحسب صحيفة “ذا صن ” البريطانية، يشير علماء الفلك إلى أن الكوكب الخارجي، المسمى LHS 3844b (أو Kua’kua)، قريب جداً من نجمه المضيف بحيث لا يدعم الحياة كما نعرفها.

ويعني ذلك أن الكوكب مغلق بشكل مدّي (tidally locked)، أي أن الجانب نفسه من الكوكب يواجه نجمه باستمرار، ما يجعله يعيش نهارا دائما بينما يظل الجانب الآخر في الظلام مستمر.

وقد دفعت الأبحاث السابقة علماء الفلك إلى الاعتقاد بأن بعض الكواكب الخارجية مغلقة مديا، حيث يواجه جانب واحد دائما النجم الذي يدور حوله، لكنهم لم يتمكنوا حتى الآن من إثبات ذلك.

ويعتبر هذا الانجاز الأول من نوعه حيث يتمكن فيه العلماء من تأكيد هذه الظاهرة على كوكب خارج المجموعة الشمسية، ما قد يعني أنها ربما تكون شائعة في مجرتنا أكثر مما كان متوقعا.

وفي الواقع، فإن الانغلاق المدي (أو التقييد المدي) هو ظاهرة نلاحظها كل يوم هنا على الأرض عندما ننظر إلى القمر، حيث يواجه الجانب القريب من القمر الأرض دائما، بينما يظل الجانب البعيد في الظلام الدائم أثناء دورته حول كوكبنا.

وقال عالم الفلك نيكولاس كوان من جامعة ماكجيل في كندا لمجلة Nature: “هذا الأمر الذي كان نظريا يبدو الآن حقيقيا”.

ويقع LHS 3844 b على بعد نحو 49 سنة ضوئية ويدور بالقرب من نجمه، مكملا دورة واحدة خلال 11 ساعة فقط.

الى ذلك فانه لاختبار ما إذا كان الكوكب الخارجي LHS 3844b، مغلق مديا، درس العلماء بيانات الأشعة تحت الحمراء من تلسكوب “سبيتزر” الفضائي التابع لناسا. وسمح هذا للفريق بحساب درجة حرارة سطح الكوكب.

ومن خلال القيام بذلك في نقاط مختلفة من مداره حول نجمه المضيف، تمكن الفريق من تحديد أن أحد جانبي الكوكب كان أكثر برودة بكثير من الجانب الآخر، وهو فرق كبير بما يكفي لإظهار أن الجانب البارد لم يواجه النجم أبدا.

وتظهر الملاحظات الأولية من تلسكوب “سبيتزر” أنه من غير المرجح أن يكون للكوكب غلاف جوي كبير أو سميك.

وفي حين أن جيمس ويب لم يتمكن من تصوير سطح الكوكب الخارجي مباشرة، إلا أنه كان بإمكان العلماء استخدام التحليل الطيفي لتحديد تركيبه.

وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، اكتشف العلماء العديد من الكواكب الخارجية من فئة “الأرض الهائلة”، إلا أن معظمها ما يزال يكتنفه الغموض.

و”الأرض الهائلة” هي فئة من كواكب النظام الشمسي الخارجي التي تتكون من الغاز أو الصخور أو مزيج من الاثنين معا، ولديها كتلة أعلى من كتلة الأرض ولكن أقل من كتلة أورانوس ونبتون.

وهذه الأنواع من الكواكب تثير اهتمام العلماء لأنها غير موجودة في نظامنا الشمسي ويمكن أن تقدم رؤى جديدة حول كيف كانت الأرض في وقت مبكر عندما كانت شديدة الحرارة.

ومع ذلك، قالت “ناسا” أن المصطلح يشير فقط إلى حجم الكوكب الخارجي ولا يشير إلى أن هذه الكواكب مشابهة بالضرورة للأرض.

وتشير “ناسا” على موقعها على الإنترنت إلى أن “الطبيعة الحقيقية لهذه الكواكب، ما تزال محاطة بالغموض لأنه ليس لدينا شيء مثلها في نظامنا الشمسي”.