أشارت أوساط مواكبة للملف لـ”البناء” الى أن “زيارة هوكشتاين الحالية تختلف عن زيارته الماضية، كونها جاءت بعد الرسالة التي وجّهها لبنان الى الامم المتحدة التي أكدت على خط الـ29 كخط سيادي لبناني في أي تفاوض مع “اسرائيل”، وبالتالي أقام لبنان التوازن التفاوضي، ففي وقت هددت “اسرائيل” الشركات الاجنبية من الاستثمار النفطي في لبنان، فإن لبنان يعامل “اسرائيل” بالمثل وسيمنع الشركات الاجنبية من الاستثمار في المنطقة المتنازع عليها”.
وشددت الأوساط على أن “بعد الرسالة باتت المنطقة الواقعة بين الخط 1 و29 منطقة متنازعاً عليها، وبالتالي حقل كاريش الذي تعده “اسرائيل” من حقها أصبح ضمن المنطقة المتنازع عليها، وبناء عليه طالما أن المقاومة لا تريد التدخل في ملف الترسيم وتلتزم بتحرير ما تحدده الدولة من أرض محتلة في البر والبحر فإن “الرسالة منحت الحق للمقاومة بحماية المنطقة التي تقول الدولة اللبنانية على أنها منطقة نزاع، وبالتالي تدرك “اسرائيل” أن المقاومة ستدخل الى هذا الملف وبالقوة العسكرية وأنها تستطيع ذلك ولو أدّت الى حرب، ما يعني تغيير التوازن التفاوضي لصالح لبنان الذي يستطيع بعد الرسالة منع “اسرائيل” من استثمار أي حقل في المنطقة المتنازع عليها بالقوة وفي الوقت نفسه حماية المساحة التي تؤكد المواثيق الدولية والخرائط التقنية التي أعدّها الجيش اللبناني بأنها واقعة ضمن المياه الاقليمية اللبنانية.”
وتوقعت الأوساط أن يناقش الموفد الاميركي مع المسؤولين اقتراحات وسطية بين الخطين 23 و29 باعتباره خطاً تفاوضياً وليس سيادياً.
وعن نتائج هذه الرسالة على التفاوض في الملف، قالت الأوساط للبناء: “في حال كانت”اسرائيل” تريد الحل، فإن الرسالة ستسرع التوصل الى صيغة وسطية برعاية أميركية، أما اذا كانت تريد الاستمرار بالتلاعب، فستزيد الأمور تعقيدًا، لكن الأميركيين رغم المناورات متحمسون لحل الملف للحؤول دون تطور الامور الى نزاع حدودي عسكري بين “اسرائيل” وحزب الله”.