توتّر وفوضى بعد خطف سليمان.. و”كل الاحتمالات مفتوحة”!

مرة جديدة تبدّت هشاشة السلم الأهلي أمس مع الإعلان عن خطف منسق حزب القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان، ومجدداً سارعت القوى نفسها إلى استثمار الحادثة في توجيه أصابع الاتهام إلى “حزب الله”، بمجرد إعلان الخبر، وقبل أن تباشر القوى الأمنية تحقيقاتها.

فاندلعت حفلة جنون وسعار طائفي على مواقع التواصل الاجتماعي وصولاً إلى تصوير الحادثة “خطراً وجودياً” على المسيحيين.

وغذّت حفلة التجييش مسبقاً عظة شديدة الحدّة للبطريرك الماروني صباحاً، توجّه فيها إلى “أمراء الحروب” بأن “لا تعتقدوا بأنّكم أقوياء بأسلحتكم، بل أنتم أضعف الضعفاء”.

وأكّدت مصادر في القوات اللبنانية لصحيفة “الأخبار” أن قيادة الحزب “حريصة على السلم الأهلي، ولا تحبّذ توجيه الاتهامات إلى أي طرف قبل انتهاء التحقيقات ليُبنى على الشيء مقتضاه”.

ووضعت “تخلي رئيس الحزب سمير جعجع عن حذره الأمني وتوجّهه إلى مبنى منسقية القوات في بلدة مستيتا الجبيلية في إطار التهدئة وإفساح المجال لتحقيقات القوى الأمنية التي تقوم بعمل جيد”.

ورفضت توجيه الاتهام إلى أي جهة، مشيرة إلى أن “كل الاحتمالات مفتوحة”.

وتزامن ذلك مع موجة تحريض وتجييش وشائعات، ومع إقفال مناصري القوات طريق جبيل الدولي ودعوة القوات إلى إضراب عام في جبيل اليوم، وحثّها “الأحزاب والشخصيات الحليفة والمستقلة على الوقوف صفاً واحداً استنكاراً وصداً لأي اعتداء على الحريات العامة والخاصة في لبنان”.

فيما نفّذ الجيش اللبناني انتشاراً أمنياً بين عين الرمانة والشياح تحسباً لأي اشكالات.

وبحسب المعلومات فإن سيارة يُعتقد بأنها من نوع “سوبارو” داخلها أربعة مسلحين، تردّد أن لوحتها أجنبية، اعترضت سيارة سليمان لدى عودته من واجب عزاء في بلدة الخاربة، عند مفترق يربط بلدة لحفد بطريق ميفوق – حاقل.

ووُزع تسجيل صوتي زعم مرسله أنه كان يتحدث مع سليمان عندما اعترضه المسلحون، وأنه سمعه يطلب منهم عدم قتله قبل أن ينقطع الاتصال. ولاحقاً تم العثور على هاتف سليمان في بلدة تحوم البترونية، فيما استولى الخاطفون على سيارته.

وأفادت مصادر لصحيفة “الأخبار” أن مخابرات الجيش التي تتولى التحقيق تعمل على تفريغ هاتف سليمان، وهو مسؤول الـ IT في الفرع الرئيسي لبنك بيبلوس، لتبيّن مع من تواصل حديثاً وما إذا كان قد تلقّى أي تهديدات، ولتحليل داتا الاتصالات الموازية بما يكشف ما إذا كان هناك رقم معين واكب سيره.

واستغربت الأوساط احتفاظ الخاطفين بهاتف سليمان لمسافة طويلة واستيلاءهم على سيارته.