هجوم برّي على جنوب لبنان.. بعد رفح؟

كشف مصدر صهيوني كبير أن العدو الإسرائيلي مصمّم على اقتحام مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وأنه بعد ذلك سيشن جيش الاحتلال هجوماً برياً على جنوب لبنان.

ونقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية عن المصدر “الإسرائيلي” أن “ما بدا كجرأة كبيرة من حزب الله، في إطلاق رشقات من عشرات الصواريخ نحو بلدات ومدن الشمال، لا يعد بعد مبرراً لحرب برية في فهم مسؤولين إسرائيليين كبار”.

لكنها أضافت أنه “مع ذلك، لأول مرة يقول مصدر إسرائيلي رفيع المستوى إنه بعد رفح فستكون عملية برية في الشمال”.

وذكر المسؤول الصهيوني أن “تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم يستوجب حرباً برية. هذا ما سنفعله بعد رفح، وليس بالتوازي”.

وأوضحت الصحيفة أنه “كلما مر الوقت وبدا أن التصريحات الإسرائيلية عن عملية واجبة في رفح لا تتطابق والواقع، تدعي محافل سابقة في جهاز الأمن بأنه لن يكون ممكناً تنفيذ الخطط الإسرائيلية، بقدر ما تنزع الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل في الجبهة الدولية.. هكذا تتضاءل تدريجياً الاحتمالات لعملية ذات مغزى في رفح”.

وأشارت إلى أنه “ليس لهذه التوقعات في هذه اللحظة شريك في القيادة السياسية الإسرائيلية، هناك رئيس الوزراء نتنياهو وكذلك وزير الدفاع غالانت، مثل الوزير غانتس، يعودون ويدعون بأن لا مفر من عملية إسرائيلية في رفح وتصفية باقي كتائب حماس”.

ورأت أن “العملية في رفح كان يفترض بها أن تضغط على حماس بصفقة مخطوفين تخفف وضعها، لكن هذا الضغط لم يعطِ ثماره والمنظمة تتمترس في مواقفها”.

وأكدت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين “يقدرون أن الأمر يرتبط بشكل مباشر في تراجع الدعم الأميركي لإسرائيل، والإيمان من جانب حماس بأنه بعد قليل سيهزم الضغط الدولي إسرائيل قبل أن تنطلق لتهزم المنظمة ورجالها”.

وتابعت: “ورغم ذلك، فإنه من خلف الكواليس تتواصل المحادثات تحت النار، رغم عودة الوفد الإسرائيلي في بداية الأسبوع. فهل ستنضج إلى صفقة؟”.

وأشارت إلى أن “القيادة السياسية قلقة من فقدان الدعم الأميركي، لكن ليس بثمن إعادة الخطط إلى الرف، وكما نشر، في البيت الأبيض فإنهم يبذلون جهوداً منذ الآن لإعادة تنسيق وصول رئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي والوزير رون ديرمر إليهم كي يعرضوا عليهما البدائل التي أعدوها لعملية واسعة في رفح”.

وأفادت شبكة “إن.بي.سي” على لسان مصدر رسمي في الولايات المتحدة بأن مكتب رئيس الوزراء نتنياهو أبلغ البيت الأبيض عن رغبته في إعادة تحديد موعد اللقاء الذي ألغاه احتجاجاً على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في الأمم المتحدة، لكن في المكتب سارعوا للنفي: “بخلاف ما نشر، رئيس الوزراء لم يقر سفر الوفد إلى واشنطن”.

وبحسب الصحيفة، فإنه “مهما يكن من أمر، فهم في البيت الأبيض يفهمون أنه من غير الممكن منع تنفيذ الخطط الإسرائيلية إلى أن يعرضوا البدائل على رجال نتنياهو”.

وقالت إن “غالانت الذي يتواجد في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، تلقى هو الآخر استعراضاً، لكن كما يذكر فإنه لأجل ربط نتنياهو بالفكرة سيتعين عليهم أن يقنعوا ديرمر وهنغبي أولا”.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن “الرسالة للولايات المتحدة وللعالم هامة من ناحيتنا ـ المرحلة الثالثة ليست نهاية الحرب، ولن يكون ممكنا هزيمة حماس من الجو. هذه أفكار 2006. نحن نعمل في هذه اللحظة في خان يونس والفرقة التي ستنهي العمل في خانيونس ستتوجه بعد ذلك إلى رفح”.

وعلى حد قوله: “لن يكون ممكناً إخلاء الناس من رفح والسماح بالعملية العسكرية هناك، قبل أن ينهي الجيش مهمته في خان يونس رغم الضغط الدولي”.

وذكرت الصحيفة، أنه “بالنسبة لمسألة محور فيلادلفيا يبدو أنه في إسرائيل لم يتخذ بعد القرار رغم التنسيقات بين الولايات المتحدة ومصر في الموضوع”.

وقالت مصادر في “الكابينت” إنه “توجد بضعة بدائل للعملية في الجانب الجنوبي لضمان وقف التهريب، لكنه لم يتخذ القرار في كيفية العمل بعد، مثل هذا القرار سيتخذ، كما يقولون هناك، فقط بعد أن تنتهي عملية القضاء على كتائب حماس في رفح”.

وعلى مسألة الدعم الأميركي، تكرر المصادر المطلعة على سياق اتخاذ القرارات فتقول: “كان بودنا أن يتواصل الدعم لنا في المؤسسات الدولية، لكن سنعمل حتى بدونه”.