مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الاربعاء 27/3/2024
في الهبارية وأخواتها من البلدات.. ومن الجنوب إلى غزة يستكمل جيش العدو الإسرائيلي جرائمه غير آبه لا لقرارات أممية ولا لمجلس أمن دولي ولا ضغوط أميركية ولا من يحزنون.
ما ترتكبه إسرائيل يعكس نيتها في قتل كل الناس وفي تدمير كل شيء.. ما يصنف تحت خانة الابادة الجماعية وباعتراف أممي عبرت عنه مقررة الأمم المتحدة الخاصة لحقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية (فرانشيسكا ألبا نيز) وهي ابادة تتوزع على ثلاثة مستويات: قتل الفلسطينيين في غزة وتهجيرهم وفرض ظروف حياة تؤدي الى الدمار البدني جزئيا أو كليا بحقهم اضافة الى استخدام اسلحة محظورة ضد الفلسطينيين والقيام بتجويعهم.
حتى المستشفيات والمراكز الصحية وجدت فيها آلة القتل الاسرائيلية في غزة ولبنان الشفاء لمرض سفك الدم وآخر عوارضه استهداف المركز الاسعافي التطوعي في بلدة الهبارية ما تسبب باستشهاد وجرح من كان بداخله من المتطوعين.
هذه الاستهداف رأت حركة أمل انه فعل اجرامي لا يرقى الى فعل المجزرة فحسب انما هو أيضا جريمة حرب وهي اغتيال مع سبق الاصرار والترصد لثلة من المسعفين المتطوعين الشباب من أبناء بلدة الهبارية نذروا أنفسهم للاغاثة والاسعاف واضعة هذه الجريمة المكتملة الاركان برسم المجتمع الدولي الذي لم يعد مقبولا منه السكوت وغض الطرف.
وبالحديث عن المجتمع الدولي فان عداد وزارة الخارجية احصى اثنين وعشرين من الرسائل والشكاوى ضد إسرائيل والموجهة الى أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي منذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان في شهر تشرين الأول الماضي.
وإذ وثق لبنان عبر الشكاوى خروقات إسرائيل للقرار الدولي 1701 فإنه طرح في رسائله الى مجلس الأمن الدولي خارطة طريق وتصورا لتحقيق استقرار مستدام في الجنوب اللبناني عبر التطبيق الشامل والمتكامل للقرار 1701.
جنوب لبنان على فوهة بركان، واسرائيل تواصل استهدافاتها. فهي اقدمت فجر اليوم على الاغارة على بلدة الهبارية ما ادى الى استشهاد سبعة اشخاص والى اصابة ثلاثة اخرين. وقد رد حزب الله بقصف صاروخي على كريات شمونة ، حيث افيد وفق بعض المعلومات الصحافية عن مقتل مستوطن اسرائيلي وفي ظل انقطاع الاتصالات السياسية الجادة برز اليوم انقطاع من نوع آخر، مصدره شركة الفا التي تشهد تباطوءا وحتى انعداما في بعض الخدمات ، وقد يكون الامر على ارتباط باضراب موظفي اوجيرو.
على صعيد آخر ملف المسشتفيات الذي فتحته ال ام تي في امس كانت له تردداته اليوم على صعيد لجنة اللمال النيابية التي اجتمعت بوزير الصحة، وقد اعلن اثرها النائب ابراهيم كنعان ان وزير الصحة تعهد بتأمين التغطية للمسشتفيات بحسب عملها وخدمتها بما يؤمن المساواة والعدالة وتوفير الخدمة. في غزة التصعيد الاسرائيلي مستمر اذ ان الجيش الاسرائيلي رد على الدعوة الى وقف اطلاق النار في غزة بمحاصرة ثلاث مستشفيات.
قبل ان تشرق شمس الهبارية مودعة اقمارها المسعفين السبعة، كانت صواريخ المقاومة تودع في كريات شمونة معادلتها بان القصاص على فعل العدوان مبرم ، وان سفك دماء الابرياء اللبنانيين لن يمر دون عقاب..
فكانت عشرات الصواريخ التي اصابت مصانع ومباني في المستوطنة المنكوبة، موقعة قتيلا وعددا من الجرحى وفق اعترافات العدو..
ووفق اعترافات المستوطنين فان المعادلة باتت واضحة، وانه لا حياة في مستوطنات الشمال رغم كل تبجحات القادة الصهاينة..
قادة عمموا الاحباط في كيانهم الذي يصارع الوقت بحسب خبرائه العسكريين والامنيين، وقد اختصر احد كبار قادة الشاباك السابقين ايلان لوتين المشهد . فبعد ما يقارب النصف عام من حرب الابادة لا تزال صواريخ الفلسطينيين تصل الى عسقلان واسدود، ومقاتلوهم يصورون عملياتهم ضد الجنود ويخرجونها من غزة الى العالم اجمع، فيما تل ابيب تفقد الشرعية الهائلة التي كانت لديها في بداية الحرب، بحسب لوتين، ما يعني ان الوقت بات لمصلحة الفلسطينيين كما قال ..
والوقت هذا يكشف كل يوم المزيد من الاجرام الصهيوني والنفاق الاميركي، الذي تجلى بصفقات السلاح الاستراتيجية بمليارات الدولارات حتى العام الفين وثمانية وعشرين، والتي تعهدت بها واشنطن لوزير الحرب الصهيوني يوآف غالينت الذي يزور واشنطن.
ومن لزوم النفاق كلام الخارجية الاميركية ان قرار مجلس الامن حول وقف اطلاق النار الفوري في غزة غير ملزم،ولكن على تل ابيب احترامه. وتل ابيب هذه تواصل عملياتها العسكرية ضد مستشفيات القطاع بحسب المنظمات الاممية لا سيما قرب مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة وفي محيط مستشفيي الامل وناصر بخان يونس، فيما اعلنت اليونسيف عن قتل الجيش العبري لعشرات الفلسطينيين بينهم عشرة اطفال منذ اعلان قرار وقف اطلاق النار في مجلس الامن…
على الرغم من حدة الضربات بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله، يبدو ان لا توسعة للحرب حتى الان.
فاليوم، أعلن الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان عمق لبنان يتحول الى منطقة حرب، وان حزب الله بدأ يخاطر، ولكنه اضاف: “نحن لم نتوصل الى اتفاق بعد، لكن نجاح صفقة الاسرى قد يسهم في التوصل الى اتفاق مع لبنان”.
وفي هذا الاطار، علمت الLBCI من مصادر مطلعة ان التواصل بين الوسيط الاميركي آموس هوكستين وجميع الاطراف المعنية بالصراع، يسير في الاتجاه الصحيح للتوصل الى حل ديبلوماسي بضغط من واشنطن المصرة ليس فقط على التطبيق الكامل للقرار 1701، انما كذلك على تعزيز قدرات الدولة اللبنانية والجيش، تمهيدا لاقرار الاتفاق.
وعلى الطريق صوب الحل، كشفت اسرائيل عن تفوق تقني جديد، اذ نقلت صحيفة نيويورك تايمز أن تل ابيب تستخدم تقنية التعرف الى الوجه في قطاع غزة تحت ادارة وحدة قسم الاستخبارات الإلكترونية 8200، وبالاعتماد على تكنولوجيا شركة كورسايت الاسرائيلية ايضا، والاهم عبر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
هذه التقنية عمل عليها منذ السابع من اكتوبر وكانت مخصصة للبحث عن الرهائن لدى “حماس”، ولكنها طورت لتطال الفلسطينيين وتسمح للجيش بوضع لائحة سميت بالhit list اي لائحة الاغتيالات لكل من شارك في “طوفان الاقصى” من حركة “حماس”.
تفوق تقني للعدو على بلد، ينقطع فيه الانترنت عبر احدى شركات الخليوي اليوم، وكذلك الاتصالات الخليوية، بسبب عطل تقني بسيط، لم يجد من يصلحه، لان الموظفين مضربون…
على ارض العرقوب اقمار سبعة أطفأت اسرائيل ضوءها وسهر ليلها وقصفت افعالها الانسانية الواقعة في نطاق الاسعاف الطبي. الهبارية , ممر السيد المسيح عندما صعد إلى قمة جبل الشيخ للتجلي , والبلدة التي تلامس حدود بلدين: فلسطين وسوريا , تسلل الى سمائها العدو فجرا, فاختار منها مقرا انسانيا طبيا.
وبرمشة سواد ليل دمر مركز الطوارئ والإغاثة الإسلامية تدميرا كاملا، فاستشهد سبعة مسعفين كانوا على مدى اشهر الحرب الستة، فريق اسعاف للمصابين والوافدين من القرى المجاورة النازحين من شبعا وكفرشوبا. ومن كانوا يحملون الجرحى على سيارات اسعاف واجهزة انعاش، رفعوا في ساحة البلدة اليوم على الأكف في رحلة وداع ذرفت الورد مع الدموع .
والشهداء السبعة كانوا رقما لدى اسرائيل , فالكيان الذي قصف مستشفيات وحاصر اطباء وطواقم طبية في غزة واهدر دم المرضى على مئة وخمسة وسبعين يوما , أرفق في سجله مركز إسعاف في الهبارية، وختم المحضر من دون ان يفتتحه. هي جريمة ضد الانسانية لكنها كانت واحدة من جرائم وثقتها اليونسيف مع اعلانها ان ثلاثة عشر الفا وسبعمئة وخمسين طفلا قتلوا في غزة .
والتوثيق الأشمل كان لفرانشيسكا ألبانيزي مقررة الأمم المتحدة الخاصة المستقلة المعنية بحالة حقوق الإنسان في فلسطين، وهي استنتجت أن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة وبعدما عددت ألبانيزي وسائل القتل الممنهج وقصف المسشتفيات والمدارس, خلصت إلى أن “العتبة التي تشير إلى ارتكاب إسرائيل للإبادة الجماعية قد تم بلوغها”.
وعلى الجبهة الشمالية فان صواريخ المقاومة افتتحت نشاطها باكرا في مستوطنة كريات شمونة ، وأفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عن سقوط قتيل في القصف الصاروخي الذي طال مصنع منتجات للجيش الإسرائيلي. وهذا المساء أفيد بان الطيران الحربي المعادي شن غارة على مقهى في بلدة الناقورة حيث هرعت فرق الاسعاف الى المكان.
في السياسة, لا فرق اسعاف , ولا جهات تهرع للحل, لكن مع تسجيل حالة هلع وحيدة من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تقوده نحو النزوح الى معراب تحسبا لليوم التالي بعد الحرب . وتتوقع مصادر معنية بالهرولة السياسية, أن يواظب باسيل على كسب ود رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لتأسيس ما تسميه المصادر ” تفاهم معراب اثنين ” ، وهو الطريق الوحيد الذي سيجنبه كأس سليمان فرنجية المرة ، او في الخيار الثالث الاكثر مرارة عبر ترشيح قائد الجيش جوزيف عون .
وتكشف مصادر الجديد عن اكثر من موفد طار من البياضة الى معراب، لكن جعجع وضع شروطا لتعبيد هذا الطريق وسواء نجحت معراب اثنان ونفض باسيل عنه ثقل العلاقة مع حزب الله، او وضع جعجع سدا امام اعادة انتاج هذا التفاهم. فإن كل الطرق السياسية والرئاسية تحديدا ستظل تطبخ على نار غزة.