“ذهب لبنان الأخضر” على خط النار.. لا زيتون هذا العام؟

| ناديا الحلاق |

لم يسلم القطاع الزراعي من الحرب الدائرة في الجنوب، ففي ذروة موسم الحصاد وجنى تعب المزارعين أثّر القصف الاسرائيلي على أكثر من 30% من الانتاج الزراعي اللبناني بحسب تصريحات وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن، بعد أن منع المزارعين في القرى الجنوبية المتاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة من الوصول إلى أراضيهم لجني الثمار وزراعة المحاصيل.

وعلى الرغم من أنه لا يمكن حصر الخسائر بشكل نهائي، كون الحرب ما زالت مستمرة، إلا أن الخسائر قُدرت بمليارات الدولارات.

وكان للزيتون، مصدر رزق الكثير من العائلات الجنوبية، حصة من هذا التراجع الزراعي بسبب تداعيات الحرب، التي حرمت معظم المزارعين من جني ثمار أراضيهم الموسم الماضي، فيما آخرون عملوا والطيران يحلّق فوق رؤوسهم ما أربكهم وعرضهم للخطر فلم يكن القطاف “على قدر الأمنيات.

فماذا ينتظر موسم الزيتون الجديد؟ وهل يحرم القصف الاسرائيلي المزارعين هذا العام من مورد رزقهم مرة جديدة؟

الراصد للمشاهد المرّوعة من الجنوب اللبناني التي تستعرض حجم الدمار الذي لحق بالغابات والأحراج والبساتين، على الحدود وفي الداخل الجنوبي لن يتوقع خيراً لموسم الزيتون على الرغم من أنه ما زال لدينا وقتاً لقطفه، إلا أن مؤشرات الموسم لا تبشر خيراً، فالزيتون قد لا يعصر كالسنوات الماضية لتقف الحقول شاهدة صارخة على آثار الحرب الاسرائيلة المدمرة.

 

أبو جواد صاحب أحد بساتين الزيتون في الجنوب يشكو لموقع “الجريدة” عمّا يعيشه هذا القطاع من أزمات تضرب إنتاج “ذهب لبنان الأخضر” قائلاً: “في حال استمرت الاعتداءات الاسرائيلية سيحرم المزارعون من الوصول إلى بساتينهم خصوصاً القريبة من المنطقة الحدودية لقطف الزيتون، وبالتالي قد يخسرون حصاد الموسم”، مشيراً إلى أنه “في الموسم الماضي خاطر الناس بحياتهم كي يقطفوا المحصول ويبيعون الزيت لتأمين لقمة عيشهم، أما هذا الموسم فربما لن يستطيعوا الوصول إلى البساتين”.

وتحدث أيضاً عن “مشكلة إيجاد العمال السوريين الذين يعتمد عليهم المزارعون في موسم القطاف خصوصاً وأن معظهم فرّ من أماكن الاشتباكات”.

 

كما لفت أبو جواد إلى “الأشجار التي احترقت وتلك التي تلوثت بمادة الفسفور ما قد يؤثر على على تراجع الطلب على الزيتون الجنوبي وربما منعه من التصدير”.

أما بالنسبة للأسعار فتوقع أبو جواد “ارتفاعها بسبب الأوضاع الأمنية وحرمان المزارعين وأصحاب الكروم من الوصول إلى الحقول”.

وطلب أبو جواد من المعنيين التعويض على المزارعين.

وختم حديثه بغصّة: “من يعلم ربما لن يكون لهذا العام موسم زيتون ولن نشهد على عصره في المعاصر كما كل عام”.