مقدمات نشرات الاخبار الأخبار المسائية

الضربة “الإرهابية” في موسكو هي الحدث.. والوضع السياسي يدخل مدار التهدئة

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 23 آذار 2024

أعلنت روسيا الحداد الرسمي غداً على 133 شخصاً، سقطوا ضحية عملية إرهابية إستهدفت ليل أمس crocus سيتي هول  في ضواحي موسكو. لم يعد الخبر اليوم العملية، حتى ولو أنها سجلت أكبر عدد من الضحايا الذين سقطوا نتيجة الارهاب في روسيا منذ عقدين، إنما أصبح :من فعلا نفذ الهجوم الارهابي؟ تنظيم الدولة الاسلامية – ولاية خراسان  تبنى الهجوم . الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم يتطرق في رسالته الى مواطنيه للتنظيم, انما اكد اعتقال اربعة اشخاص تورطوا مباشرة في العملية,وهم في طريقهم للاختباء في اوكرانيا. اوكرانيا نفت الاتهامات معتبرة انها سخيفة وغير مقبولة . اما الولايات المتحدة , فاعلنت ان لديها معلومات استخباراتية تؤكد اعلان التنظيم مسؤوليته.

مهما كانت المسؤوليات,يترقب العالم تداعيات الهجوم على ميدان  الحرب الروسية على  اوكرانيا,تماما كما يترقب تطور الحرب التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة . حرب دخلت مرحلة المواجهة المباشرة مجددا اليوم بين الامم المتحدة واسرائيل ,اذ طالب الامين العام للمنظمة الدولية انطونيو غوتيريش من رفح المصرية، بوقف نار فوري انساني، وتحدث بوضوح عن مجاعة تحاصر السكان, الامر الذي دفع اسرائيل للقول:الامم المتحدة معادية لنا. مجاعة تضرب نساء واطفالا يعيشون كابوسا لا ينتهي، على الرغم من بعض المساعدات التي تصل اليهم، والتي لعب الاردن فيها دورا بارزا، عاينته الـ LBCI من داخل طائرة عسكرية مرت فوق ما كان يوماً؛ قطاع غزة.

الضربة الارهابية في موسكو هي الحدث، لأنها الاسوأ منذ عشرين عاماً . موسكو لا تزال تحت الصدمة ، فيما قوات الامن تمكنت من توقيف الارهابيين الاربعة الضالعين مباشرة في الهجوم . العملية الارهابية التي استهدفت صالة للحفلات الموسيقية ، تـبـنـتها داعش وادت الى سقوط اكثر من 143 قتيلا . الخطِر في الموضوع ان اجهزة الامن الروسية اعلنت ان منفذي الهجوم كانت لديهم جهاتُ اتصال في اوكرانيا. فهل ستعمد موسكو في وقت لاحق الى القاء التهمة على كييف ، مع ان الاخيرة تـنصلت فوراً من اي مسؤولية عن الحادث؟ وهل ما حصل جزء من مخطط لضرب استقرار روسيا في الداخل ، وتحجيم دورها في الخارج ؟ في غزة ، المفاوضات بدأت تأخذ منحى آخر . اذ اوردت قناة تلفزيونية اسرائيلية ان تل ابيب تدرس طلب حماس الالتزام بعدم اغتيال كبار مسؤوليها بعد نفيهم الى خارج غزة . فهل صحيح ان حماس ارتضت الخروجَ من غزة ، وانها تبحث في مرحلة ما بعد الخروج ؟ في لبنان الضجة التي اثيرت حول وثيقة بكركي بدأت تضعف ، كما ان الوضع السياسي بدأ يدخل مدار التهدئة لسبـبـيـن. الاول عدم وجود اي معطى سياسي او رئاسي جديد ، والثاني دخول البلاد في اجواء الاعياد بدءاً بالشعانين مروراً بعيد بشارة العذراء وصولا الى عيد الفصح عند الطوائف المسيحية التي تـتـّبـع التقويم الغربي .

فيما المسارات لوقف الحرب على تعقّدها، بقيت مسيرات المقاومة عند دقتها، فكانت رسالة اليوم هجوما جويا بمسيرتين انقضاضيتين على منصتين للقبة الحديدية في موقع كفار بلوم للدفاع الجوي الصهيوني. عملية دقيقة اتبعتْها المقاومة بسلسلة من الاستهدافات لثكنة راميم وموقع الرادار وبياض بليدا وغيرها من مواقع العدو الصهيوني شمال فلسطين المحتلة.. اما في وسطها حيث انقض بالامس المقاوم الاستشهادي مجاهد بركات منصور على الامن الاسرائيلي قبل جنوده ومستوطنيه، فلا يزال الصهاينة تحت وقع الصدمة من دقة التخطيط الى اتقان التنفيذ الذي اظهر من جديد فشلا كبيرا باداء الجيش العبري ومنظومته الامنية بحسب الخبراء والمحللين..

الى الجبهة الداخلية الصهيونية حيث الحسابات الشخصية اقوى من كل الاعتبارات بحسب الاداء الحكومي الذي يجرّ تل ابيب الى الويلات وفق المراقبين الصهاينة الذين يروْن باداء بنيامين نتنياهو المدمر خطرا على كيانهم المأزوم، المترنح في الميدان، والمحاصر بالمفاوضات، والمنبوذ دوليا بحسب تحذيرات كبار القادة والخبراء، والعاجز عن رؤية اليوم التالي بعد الحرب التي انهكته وسيده الاميركي..

وكما الجسر الجوي العسكري الاميركي المتواصل لدعم تل ابيب، جسر دبلوماسي لكبار المسؤولين بحثا عن مخارج لانقاذ الصهاينة، وللتخفيف من حجم الحنق العالمي الذي يحاصر نتنياهو وبدأ بالتسلل الى اروقة الادارة الاميركية.. كلّ هذا والمعزوفة الاممية على حالها: اوقفوا الحرب وادخلوا المساعدات، جددها الامين العامّ للامم المتحدة انطونيو غوتيريش من رفح المصرية، مطالبا بالعمل الجاد لوقف فوري للحرب وايصال المساعدات الى مستحقيها العالقين في المجاعة على المقلب الآخر من المعبر المقفل ..

في روسيا لم تقفلْ مأساة الحفل الموسيقي الحزين قرب موسكو على ما يقارب المئة والخمسين ضحية ومئات الجرحى، بل فتح الحادث مسارات من التحديات امام السلطات الروسية التي توعد رئيسها فلاديمير بوتين باشد العقوبات للمنفذين المعتقلين وللمخططين وللمحرضين على هذه الجريمة..

الإرهاب يضرب موسكو بعد أيام على إعادة إنتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين …. إعتداءٌ كان مسرحُه مركزَ تسوق (كروكوس سيتي) في موسكو وحصيلُته نحو مئتين وخمسين قتيلاً وجريحاً. صحيح أن أربعة إرهابيين كانوا بين أحد عشر شخصاً تم اعتقالهم لمشاركتهم في الإعتداء بحسب ما أعلنت السلطات الروسية لكن الأهم من هي الجهة أو الجهات المشغلة لهم؟!. موسكو لم تُشر رسمياً بإصبع الإتهام إلى أي طرف حتى الآن لكن تلميحاتها وضعت الرسم التشبيهي للفاعل عندما لفتت إلى ان أعداءها وخصومها يمتدون من أميركا إلى أوروبا وأوكرانيا كما وضعت خطين تحت إسم “أوكرانيا”.

لبنان سارع إلى إدانة الإعتداء وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري في برقية تعزية إلى الرئيس فلاديمير بوتين إن الإرهاب لا دين له ولا هوية سواء أرتكبه أفراد أو جماعات أو من خلال إرهاب دولة منظم داعياً إلى جهد دولي عاجل لتجفيف منابعه ووأد مشاريعه الهدامة للأمن والسلم الدوليين.

على التخوم الحدودية الجنوبية يظل التصعيد يتحكم بالمشهد وفي مواجهة الإعتداءات الإسرائيلية التي تواصلت اليوم برز في عمليات المقاومة هجوم جوي بمسيّرتين إنقضاضيتين على منصتين للقبة الحديدية في (موقع كفار) بلوم للدفاع الجوي حيث أصيبت الأهداف بدقة.

وعلى جبهة غزة تراجعٌ لحظوظ تحقيق هدنة وشيكة تقابله مواصلة جيش الإحتلال لليوم السادس على التوالي عمليته العسكرية في مستشفى الشفاء حيث يُمعن قتلاً وتهجيراً وتنكيلاً بالمرضى والجرحى والطواقم الطبية  وتهديداً بتدمير مباني المجمع على رؤوس من يوجد فيها. هذا الواقع المزري اقترب منه الأمين العام للأمم المتحدة خطوةً ميدانية عندما وصل اليوم إلى حدود مصر مع غزة لتجديد الدعوة إلى وقف الحرب ومعاينة الجهود الإغاثية الخجولة.

في غضون ذلك تتجه الأنظار مجدداً إلى نيويورك. فبعد سقوط مشروع القرار الأميركي بالفيتو الروسي – الصيني في مجلس الأمن لعدم دعوته المباشرة إلى وقف إطلاق النار في غزة يصوت المجلس الإثنين المقبل على مشروع آخر أعده عدد من الأعضاء غير الدائمين ويدعو بوضوح إلى وقف فوري للنار فهل ستسمح واشنطن بإمراره هذه المرة؟ أم ستُسقطه بسلاح النقض مثلما فعلت في مرات ثلاثٍ سابقة … ودائماً نصرةً لإسرائيل وتغطيةً لعدوانها على غزة بشراً وحجراً؟!.

كل لبنان تضامنَ اليوم مع روسيا في مواجهة الارهاب.
ففي اتصال مع الOTV، دان الرئيس العماد ميشال عون الهجوم الارهابي الذي طاول الابرياء في موسكو، في وقت اصدر التيار الوطني الحر بيانا دان فيه الجريمة بأشد العبارات، متقدما بالتعازي من الدولة والشعب الروسيَين،
ومعربا عن تضامنه معهما، وآملا في ان تبقى روسيا مستقرة وآمنة، ومؤكدا أن الإرهاب من أي جهة أتى، هو عمل جبان لن ينجح في تحقيق أهداف رُعاته. وكان رئيس التيار النائب جبران باسيل اتصل بالسفير الروسي في بيروت،
وأبرق إلى السلطات الروسية، للغاية نفسها.

وكذلك، صدرت مواقف في السياق نفسه عن رئيسيّ مجلس النواب وحكومة تصريف الاعمال، وغالبية القوى السياسية من مختلف الاتجاهات.
هذا في لبنان، اما في روسيا فدان الرئيس فلاديمير بوتين الهجوم على صالة الحفلات الموسيقية في ضاحية موسكو، واصفا اياه بالعمل الإرهابي الهمجي، ومعلنا غدا يوم حداد وطني.
وكشف بوتين في كلمة متلفزة عن توقيف اربعة مسلّحين، متوعدا بمحاسبة كل الضالعين في التخطيط للهجوم.
اما في الشأن المحلي اللبناني، فلا جديد باستثناء متابعة اخبار هدنة غزة، على امل انعكاسها جنوبا، ثم تحريكا للملفات السياسية، واهمها على الاطلاق، انهاء الفراغ الرئاسي، لكن بالطريقة الصحيحة دستورا وميثاقا ومشروعا لنهضة لبنان.

العالم يرسم له لوحة سوريالية.. مسرح روسيا التاريخيّ أدى جريمة الارهاب والعقاب في اليوم الواحد.. وجه الاميرات في بريطانيا غزاه المرض الذي يهزم التاج.. وغزة المقيمة بين موت وجوع، يقف على بابها أرفع مسؤول أممي من دون أن يتمكن من اختراق حصارها فبين حفلة وموسيقاها ضرب الإرهاب مكشوف الوجه قلب موسكو وتحوّل أكبر مجمع في العاصمة الروسية إلى كتلة من لهب وقاعة الحفلات فيه إلى مسرح لجريمة جماعية راح ضحيتها مئة وثلاثة وأربعون مدنيا بينهم أطفال إضافة إلى عشرات المصابين وهذا الارهاب الذي “تكنى” بداعش اخترق الأمن الممسوك على أرض القيصر حتى الحدود مع أوكرانيا لكنّ  بلاد “الكاي جي بي” لم تنمْ على الضّيْم، فلم تكدْ ليلة روسيا السوداء تنقضي إلا والمجرمون الأربعة من بين أحد عشر شخصا كانوا قد أوقفوا واعترف أحدهم بتلقيه أوامر من جهة مجهولة وجنّدوه عبر التلغرام مقابل نصف مليون روبل لتنفيذ العملية وفي اللحظات الأولى على المجزرة، توجهتْ أصابع الاتهام إلى أوكرانيا وأسرع من نفي كييف، كان البيان المعدّ سلفا بإعلان تنظيم داعش خراسان تبنّيه العملية وبعد فكّ الخط “الداعشي” ثبت للسلطات الفدرالية الروسية أنه إعلان مزور لاختلافات واضحة عن سابقه من الإعلانات لكنّ الولايات المتحدة الأميركية وعلى لسان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أفادت بأنها حصلت على معلومات في وقت سابق تفيد باحتمال وقوع حادث إرهابي في موسكو وقد أبلغت روسيا بذلك. وفي أول تعليق له، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه تمّ اعتقال المتورطين الأربعة وهم يحاولون مغادرة روسيا باتجاه أوكرانيا وقال: إن ما حدث في “كروكوس” هو هجوم إرهابيّ دموي وهمجي وحدد يوم غد الأحد يوم حداد وطني. وإذا كان الإرهاب لا دين له فقد ثبت أنّ له هوية وأصولا ومنشأ معروف باقي الإقامة في تل أبيب وفي الشهر السادس على حرب الإبادة ضدّ قطاع غزة تحوّل مستشفى الشّفاء إلى مجسّم مصغر عن الحروب الكبيرة التي تخوضها إسرائيل ضدّ القطاع وبكلّ الوسائل وبعد التدمير الممنهج واقتلاع الغزيين من بيوتهم وأراضيهم وسوْقهم مجموعات إلى حتفهم تكمل على من تبقّى منهم بحرب التجويع وفي مستشفى الشفاء المحاصر لليوم السادس اعترف الاحتلال بإعدام أكثر من مئة وخمسين مواطنا من بينهم أطباء رفضوا ترْك المرضى والمغادرة، بعدما دمر وأحرق الأقسام الملحقة فيه، ومنع دخول الغذاء والدواء إليه، ما دفع بالأطباء المحاصرين إلى الاعتذار من المرضى لأنّ الطواقم الطّبية اضطرت إلى شرب الأمصال بعد نفاد مياه الشرب وعلى هذا الإرهاب الذي استصدرتْ له إسرائيل بطاقة أبوة وقف الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عند معبر رفح الموصد بوجه المساعدات في محاولة منه لتعزيز الضغط الدولي لوقف إطلاق النار وقال إنّ الأطفال والنساء والرجال في غزة عالقون في كابوس لا يتوقف والجوع والمرض يقضّان مضاجع الغزيين ما دفع بوزير خارجية الاحتلال إلى اتهام الأمم المتحدة بقيادة غوتيريش بأنها أصبحت معادية لإسرائيل. والإرهاب العابر للحدود واصل اليوم جولات الاعتداءات على القرى الجنوبية  ومن البر والبحر جاء إرهاب الجو ليضرب “السيستام”  بأدوات التشويش مستهدفا حركة الملاحة الجوية والبحرية ما يهدد سلامة الطيران والإبحار. لبنان تقدم بشكوى ضد التشويش الإسرائيلي إلى مجلس الأمن ليضاف إلى آلاف الاعتداءات والخروقات للقرار 1701 والشكوى لمجلس الأمن “مذلّة” فكبير أصوات الامم المتحدة .. لا صوت له وقد وضعتْه إسرائيل على المقصلة بانتظار فصل رأسه عن أمانته العامة.