استنكر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي “التشويهات في مضمون الدستور وتطبيقه وفي العيش المشترك والتشويهات في ميزة الوحدة في التنوّع، محذرا من أن لبنان آخذ في الإنهيار، وأن السقف ينذر بسقوطه على رؤوس الجميع”.
واعتبر الراعي في عظة الأحد، أن “التعمّد في إطالة عمر الفراغ الرئاسي كشف نوايا المعطّلين المستفيدين منه”، لافتا الى أنه “بتنا نشهد انهيارًا شبه كامل في مؤسسات الدولة واداراتها وفوضى عامة سمحت للعديد من المسؤولين بالتمادي والاستئثار بالسلطة الى حدّ التسلّط والتجبّر والاستنسابية ضاربين عرض الحائط بالميثاق الوطني وبنموذجيّة لبنان القائمة على التنوع في الوحدة والعيش الواحد فأطاحوا بالأصول والاصالة اللبنانية”.
وشدد على أن “الاستمرار في هذا النهج المنحرف يهدد بشكل خطير الوحدة الوطنية التي نحن بأمس الحاجة اليها اليوم، وسلامة المجتمع اللبناني وأنه يسيء الى كرامة الشعب المتروك بدون رأس لدولته”.
ورأى أن “التمنّع والتباطؤ في انتخاب رئيس للجمهورية يشكل مخالفة فاضحة للدستور ويحمّل المتسببين به مسؤولية التفكك الحاصل والانهيار المستمر”.
وقال الراعي في قضية الدوائر العقارية في جبل لبنان المقفلة منذ نحو عام ونصف: “التأخير في اتخاذ الخطوات العملية والجدية لإعادة العمل الى طبيعته ينذر بما هو خطير ومرفوض وسط الكلام عن بيوعات وتجاوزات حاصلة تحت جنح الظلام، فضلًا عن الخسائر الناجمة عن هذا التعطيل التي تطال خزينة الدولة وأكثر من 63 مهنة وقطاع”.
وأضاف: “اننا نحمّل المعنيين بهذا الشأن مسؤولية هذا التقاعس ونطالبهم بإعادة فتح الدوائر العقارية في جبل لبنان من أجل تأمين مصالح المواطنين وعودة هذا الشريان الحيوي الى طبيعته”.
وطالب الراعي “القوى الساسية بتحمّل مسؤولياتها الوطنية وإقرار الإصلاحات الجمركية اللازمة، والحؤول دون الشغور في الملاك المحدود للضابطة الجمركية، والمباشرة بملئه عبر مباراة تراعى من خلالها الكفاءة والمناصفة”.
واعتبر أن “كل هذه المواضيع وغيرها من الإصلاح والمال والاقتصاد والإدارة تحتاج الى انتخاب فوري لرئيس للجمهورية يتولى قطع الطريق على أي معادلات داخلية وخارجية وتسويات قد تأتي على حساب لبنان وسيادته ومصلحة شعبه”.