من هو زعيم “داعش” الذي قُتِل اليوم “أبو إبراهيم الهاشمي القريشي”؟

عندما تقهقر تنظيم “داعش” قبل 3 سنوات، بعد أن سيطر على مساحة في العراق وسوريا، تفوق مساحة سوريا، ولأعلن قيام “الدولة الإسلامية” باعتبارها استعادة للخلافة الإسلامية، كان أبو بكر البغدادي زعيماً للتنظيم، أو “الخليفة” الإسلامي.

لكن انهيار التنظيم أمام الحملات العسكرية المتعددة الأطراف من العراق وسوريا، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة الأميركية بعمليات موضعية، سمح باستهداف مباشر لزعيمه أبو بكر البغدادي الذي أعلن مقتله، فتمت “مبايعة” خليفته عبد الله قرداش ليكون “أميراً” للتنظيم الذي أصبح ضعيفاً إلى حدود محاصرته في جيوب صغيرة، وأطلق على “الأمير” الجديد إسم “أبو إبراهيم الهاشمي القريشي”، وهي تسمية توحي بتحدّره من قريش ومن الهاشميين، ما يعطيه “حق” الخلافة”، باعتباره من “النسب الشريف”.

فمن هو “أبو إبراهيم الهاشمي القريشي”؟

نقل جثّة زعيم “داعش” أبو إبراهيم الهاشمي القريشي

إسمه الأصلي، أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى، ويعرف إسم عبد الله قرداش، وقرداش كلمة تركمانية تعني الأخ، ويكنّى أبو عمر التركماني، وهو من مواليد قضاء تلعفر غرب الموصل بمحافظة نينوى العراقية عام 1967، وهو تركماني القومية، كان والده خطيبا لجامع “الفرقان” في الموصل.

وتخرج قرداش من إعدادية تلعفر للبنين، ثم التحق بكلية الشريعة وتخرج خطيبا من كلية الإمام الأعظم في الموصل، عينته الأوقاف في جامع “عجيل الياور” وسط السوق القديم في تلعفر.

في عام 2001 انضم قرداش لـ”حركة الجهاد السلفي” على يد عبد الرحمن شيخلار، المعروف بأبو علاء، فغادر إلى أفغانستان للتدريب على السلاح وتلقي الدروس، ثم عاد إلى العراق بعد 6 أشهر فألقي القبض عليه من قبل الأجهزة الأمنية في عهد صدام حسين، وتم إلافراج عنه في ما بعد.

وبعد سقوط النظام السابق، انضم إلى تنظيم “القاعدة”، وبايعه في العام 2004، واستلم منصب المسؤول الشرعي للتنظيم في القسم الأيسر من مدينة الموصل.

ثم تدرج في المناصب الشرعية والإدارية، وأصبح أحد أعضاء مجلس الشورى.

في 2006 ألقت القوات الأميركية القبض عليه وأودعته سجن “بوكا” في البصرة جنوب العراق، ليلتقي البغدادي هناك، قبل أن يطلق سراحه بعد نحو 3 سنوات، ليعود إلى الموصل ويصبح مجددا من القيادات الكبيرة للتنظيم في المحافظة.

وبعد 2014، كان أول من استقبل البغدادي في الموصل بعد الإعلان عن تشكيل داعش، ثم تولى قيادة مناطق شرق نهر الفرات، من العراق وسوريا، ثم أصبح أميرا لديوان الأمن العام في التنظيم، ثم وزيرا لـلتفخيخ والاستشهاديين.

هذا وقد وأصيب في ساقه اليمنى في معارك الباغوز السورية، آخر معاقل داعش العلنية، على يد قوات سوريا الديمقراطية، ليصل في آب/أغسطس 2019 إلى هرم التنظيم ويكشف عن توليه زعامته، بحسب مواقع موالية للتنظيم الإرهابي، بينها وكالة “أعماق”، حيث كان يرتبط بعلاقة متينة بالبغدادي امتدت لأكثر من عقد.

وظهر قرداش إلى جانب البغدادي في شريط فيديو بثه التنظيم في ربيع 2019، وليخلفه بعد مقتله على يد قوات التحالف الدولي في إدلب.

وقررت لجنة العقوبات في مجلس الأمن الدولي، في مايو 2020، إدراج قرداش على لائحة العقوبات، بموجب القرار رقم 2368 الخاص بفرض عقوبات على تنظيمي داعش والقاعدة، بتهمة “التخطيط لأنشطة نيابة عن التنظيمين وتمويلهما”.

وفي آب/أغسطس 2019 رصدت واشنطن مبلغ 5 ملايين دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض على قرداش، ثم جددت واشنطن عرض المكافأة في نيسان/أبريل 2020.