الحريري ـ فرنجية: “القنوات مفتوحة”؟

| مرسال الترس |

 

كان لافتاً العشاء الذي خصّ به الرئيس سعد الحريري رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في بيت الوسط، دون سواه من السياسيين.

بعض الأفرقاء السياسيين من “المعارضة”، والذين صدمهم الرئيس السابق لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط عند إقامة مأدبة عشاء على شرف فرنجية، في منزله في كليمنصو قبل نحو أسبوعين، “صُعقوا” عندما شاهدوا فرنجية إلى مأدبة الحريري في بيت الوسط، ووزعوا التوصيات على إعلامهم للترويج أن ذلك لا يصب في خانة دعم الحريري لفرنجية في معركة رئاسة الجمهورية، وإنما ذلك من باب المجاملات السياسية، لا أكثر ولا أقل. في حين كانت بعض الأوساط الصحفية غير المقربة من فرنجية تردّد في مجالس عامة أن الحريري قال لرئيس تيار “المردة”: “أنت رئيس الجمهورية المقبل أو لا أحد”. مستذكرة قول الديبلوماسي الأميركي السابق ريتشارد مورفي الذي قال للبنانيين في العام 1988: “مخايل الضاهر أو الفوضى”.

المصادر القريبة جداً من الحريري، ومنهم النائب السابق في “المستقبل” نزيه نجم، رأى أنَّ عشاء بيت الوسط يؤشر إلى تطوّر لافت في المشهد الرئاسي، قد يساعد على انتخاب رئيس الجمهورية، في حين كانت مصادر صحافية مستقلة تعتبر أن خطوة الحريري تجاه فرنجية دون سواه هي “رسالة إلى البيئة السنية حول خياراته الوطنية”.

وهذا التحليل تواءم مع ما قاله الحريري نفسه في دردشته مع الصحافيين قبل توجهه للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة حين قال: “سليمان فرنجيه صديق، وجهاد أزعور صديق والتقيته في أبو ظبي أكثر من مرة، وأنا أحافظ على الصداقة وأحبّ سليمان فرنجية”.

وبين هذا وذاك من المواقف والتعليقات والتحليلات، وبعيداً عن كل التعابير التي تم تداولها بين الرجلين في عشاء بيت الوسط، والتي يلزمها “إشارات مرور” إقليمية ودولية حتى ينتهي الفراغ في قصر بعبدا، كشفت معلومات خاصة لموقع “الجريدة” من مصادر مطلعة، أن الاتصالات بين الحريري وفرنجية لم تنقطع، حتى في أدّق الظروف، لا بل أنها انتظمت في إطار زمني محدد كان يحرص عليه الطرفان. وأكدت المصادر أن القنوات مفتوحة بين الرجلين، مباشرة، ومن دون وسطاء، وهي ستتعزز في المرحلة المقبلة.