أكد الرئيس السابق للحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط أن هناك استحالة لتحييد لبنان عن الصراع العربي – الإسرائيلي”، داعياً إلى تطبيق القرار 1701 من الجانبين، مذكّراً أن “اتفاق الهدنة يملي على لبنان وإسرائيل مسافة معيّنة محايدة في جنوب لبنان كما فلسطين”، مشدداً على أن “تطبيق اتفاق الهدنة من جهة واحدة ليس بمنطق”.
وفي حديث لقناة “روسيا اليوم” اعتبر جنبلاط أن “تطبيق القرار 1701 لا يكون إلا بالاتفاق بين حزب الله والقوى اللبنانية، ومن خلال الدولة، وتعزيز الجيش اللبناني كي يملأ الفراغ في المنطقة الحدودية، شرط أن نطبق الأمور نفسها على إسرائيل”.
ولفت جنبلاط إلى أن “العلاقة مع حزب الله، إيجابية، ومع كلّ فصيل لبناني أو غير لبناني يقاوم إسرائيل”، مشدداً على أن “فلسطين هي الأساس، والصراع العربي الإسرائيلي هو الأساس”، وأشار إلى أن “حزب الله يقوم بهذا الواجب اليوم، كما كانت الحركة الوطنية في وقت سابق، وكما كانت حركة أمل ولا تزال، وكما كانت الأحزاب في مواجهة العدوان الإسرائيلي”، أضاف “كل القوى التي تستطيع مواجهة هذا العدوان مرحّب بها ونلتقي معها”.
وعن اعتبار بعض القوى السياسية اللبنانية أنّ الفصائل الفلسطينية تشكّل عبئاً على لبنان، قال جنبلاط: “ثمّة أصوات غريبة شاذة، أو أصوات اليمين اللبناني، مقابل ما تبقى من يسار ومقاومة، وثمة أصوات تنادي بهذا الأمر، وهذا يعود بنا إلى الأمر الأساس، فهناك استحالة لتحييد لبنان عن الصراع العربي – الإسرائيلي”.
ودعا جنبلاط قادة السعودية “أن يروا أين مصلحة المملكة والعرب تحت شعار الأرض مقابل السلام والدولة الفلسطينية”، لكنه رأى أنه “في الوقت الحاضر لا إمكانيةً لقيام دولة فلسطينية مستقلّة على 20 في المئة من الأرض العربية الفلسطينية التي سُلبت في العامين 1948 و1967”.
ورأى جنبلاط أن “حرب غزة لم تنتهِ”، مؤكداً أن “الإسرائيليين يعملون بمباركة الأميركيين، إلّا ببعض النقاط التي تقول فيها أميركا إنها لا تتفهم إبادة حماس، لكن هذه تفاصيل. ربما يقومون من خلال قطر بترتيب معيّن لوقف الحرب من أجل الإفراج عما تبقى من الأسرى”.
وتناول جنبلاط الملف الرئاسي اللبناني قائلاً “لا أعتقد أنّ الملف الرئاسي مطروح اليوم، إلّا إذا أتت الخماسية بعرض. هم قالوا إنَّ الرئاسة ملف لبناني داخلي، لذا نفضّل أن يساهموا أيضاً مع الفرقاء اللبنانيين، علماً أنَّ لبعض الدول في الخماسية تأثير على بعض القوى اللبنانية، واللقاء الديمقراطي يقرّر كما يريد. ولكن في الوقت الحاضر الحرب مشتعلة في الجنوب، وكما سبق وذكرت من اللحظة الأولى أنني أتمنّى ألا نُستدرج إلى الحرب، لكن هناك فريقان، الأول لبناني مع حزب الله، والثاني الإسرائيلي. ومَن يعلم ما هي نوايا العدوان الإسرائيلي على لبنان، وإمكانية تطوّر هذا العدوان بدعم أميركي؟”.
وعن سؤال حول عدم توسّع “حزب الله” في الحرب من أجل تسهيل وصول سليمان فرنجية إلى بعبدا، أجاب جنبلاط: “لم أسمع بهذا الموضوع، وليس بأمر يعنيني، كوني أتحدّث كمراقب من بعيد، وما يقرّره اللقاء الديمقراطي والقوى السياسية بالتوافق. هذا شأنهم وليس شأني”.