| غاصب المختار |
باتت عبثية، وبلا نتيجة، زيارات الموفدين الغربيين إلى لبنان بحثاً عمّا يُطمئن كيان الاحتلال الإسرائيلي، ولا يلبي مطالب لبنان وحقوقه سوى بفتات “التنازلات” الإسرائيلية، كمثل “محاولة اقناع إسرائيل بوقف خروقاتها للأراضي والأجواء والمياه اللبنانية، والانسحاب من بعض النقاط الحدودية التي يطالب بها لبنان”.
آخر محاولات الوفود، زيارة الوفد المشترك بين وزارتي الخارجية والدفاع الفرنسيتين، وهي الثانية له، والتي أتت بعد يومين من زيارة وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه القصيرة جداً إلى بيروت، والتي نقل خلالها ما سبق ونقله الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ووزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، وغيرهما كثر، من مطالب إسرائيلية غير منطقية، وتقديم التزامات كبيرة من لبنان والمقاومة من دون أي التزامات من العدو، لا على الورق ولا شفهياً ولا على الأرض.
وتم مؤخراً تسريب اقتراحات فرنسية ـ أميركية يتم تنفيذها على مراحل لتهدئة جبهة الجنوب، لأكثر من جهة إعلامية وسياسية، لم يتم التأكد منها من المصادر الفرنسية، لكنها إذا صحّت فإنها تعني سقوطها حكماً وفوراً، لأنها تعني إراحة جيش الاحتلال من عبء المواجهات التي كلفته كثيراً خسائر بشرية ومادية واقتصادية، وعودة مستوطنيه “آمنين” إلى منازلهم، وتعني عملياً إنشاء منطقة عازلة آمنة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، مقابل وعود بوقف الخروقات الإسرائيلية، تليها لاحقاً مفاوضات حول الحدود البرية، لا يدري أحد مدى قبول العدو الإسرائيلي بمطالب لبنان حولها، ومدى التزامه بوقف الخروقات.
في رأي مصادر متابعة، فليبحث الموفدون عن مقاربات واقتراحات أخرى، تبدأ ـ وفق المطالب اللبنانية الرسمية ـ من وقف حرب الإبادة في غزة، وتنتهي بإلزام الكيان المحتل بتطبيق القرار 1710 بكل مندرجاته، والانسحاب من كل الأراضي المحتلة بما فيها مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وخراج بلدة الماري.
أو، في أضعف الأحوال، بتنفيذ خطوة واحدة كافية تقضي “بانسحاب قوات الاحتلال من كامل الأراضي اللبنانية المحتلة ونقاط التحفّط على الخط الأزرق، والأهم، تراجع القوات المعادية مسافة مماثلة لما يطالب به الاحتلال الإسرائيلي بتراجع قوات المقاومة إليها.
أما ما تضمنته الاقتراحات، أو الخطة الفرنسية ـ الأميركية، إذا صحّ ذلك، من ضمانات عبر مراقبة تنفيذ الخطة من قبل لجنة أميركية ـ فرنسية ـ لبنانية ـ إسرائيلية مشتركة، فهو أمر مرفوض، وغير قابل للتطبيق، قبل الحصول على تعهدات عملية تنفيذية بتحقيق مطالب لبنان والمقاومة، وقبل الاطمئنان إلى حيادية أميركا لا انحيازها المطلق إلى جانب العدو الإسرائيلي.