أشار رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي أنّ “لقاءنا مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان كان للبحث في 3 محاور أساسية. المحور الأول هو المبادرة الكويتية التي تمثل مجلس التعاون الخليجي وهي استكمال لمواقف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي طلب بألا يكون لبنان تحت سيطرة “حزب الله” وإجراء الإصلاحات وألا يكون لبنان منصة للهجوم الإعلامي أو الأمني أو لتهريب المخدرات”.
وبعد اللقاء، لفت إلى أنّه “لسوء الحظ، لا أعتقد أن الرؤساء الثلاثة قادرون على الخروج بموقف يتوافق مع هذه التطلعات والبرهان هو عدم طرح الورقة الكويتية على مجلس الوزراء وإرسال وزير الخارجية اللبناني لتدوير الزوايا كالعادة”، معتبرًا أنّ “المبادرة ملف أساسي وكان يجب أن تجتمع الحكومة لدراستها”.
وأضاف أنّ “المحور الثاني الذي تطرقنا إليه هو الملف المعيشي للبنانيين عموما وأهل بيروت بخاصة”، معلنا أنّه “سيقف ضد الموازنة المطروحة”.
واعتبر مخزومي أنّها “تستكمل سحب ما تبقى من أموال اللبنانيين”، مستغربا “كيف يمكن بعد أن خسر أهلنا مليارات الدولارات في المصارف، تحميلهم أيضا عبء 55 في المائة من خسائر هذه المصارف”.
وكشف عن “أن معظم القوى السياسية شركاء للمصارف ويعملون على حمايتها، مشيرا إلى أن “المحور الثالث والأخير الذي بحثه مع المفتي هو الهجمة الإعلامية على بيروت والسنة بخاصة”.
ولفت إلى أنّ “حزب الله يقف خلف هذه الحملة”، موضّحًا أنّ “حزب الله الذي يمتلك 71 نائبا في المجلس، يخاف اليوم من الإنتخابات النيابية لأن من المرجح أن يخسر عددا كبيرا من النواب وأن ينزل عددهم إلى ما دون الستين نائبا. وبهذا يفقد الحزب القدرة على فرض من يريد في المواقع الأساسية أو التحكم بملف الإصلاحات التي لا يريد أن تتم”.
وتابع أنّ “من أصل 15 دائرة إنتخابية، لدى حزب الله قوة ناخبة لا تتجاوز 18 في المائة في بيروت وعلى الرغم من ذلك يريد أن ينزل لائحة باسمه ضد أهل بيروت”، متوجّها إلى أهل بيروت بالسؤال “هل تريدون أن يضع حزب الله يده على بيروت؟ إذا كان هذا ما تريدونه لا تشاركوا في الانتخابات وأكثروا من عدد اللوائح حتى يفوز حزب الله”.
وأوضح مخزومي أنّ “هذه معركة خيارات اهل بيروت: أو مع حزب الله أو ضده”، لافتا إلى أنّ “الخيار الأول هو فوز حزب الله الذي سيتمكن من أن يبرر للمجتمع الدولي بأنه يمتلك كتلة سنّية وبالتالي هو يمثل كل لبنان، أو أن تسترجع بيروت القرار. وتمنى على كل الأشخاص الذين يدخلون هذه اللعبة المدروسة من قبل حزب الله أن يسعوا لتخرج بيروت من براثن هذا الحزب وأن يرفضوا الميليشيا غير الشرعية”، معتبرا “أن هذا يجب أن يكون الأساس لأي مشروع سياسي في المستقبل لكي نرجع بيروت إلى أهلها وليبقى حزب الله خارج العاصمة”.
وأكّد مخزومي أنّه يحترم رأي الحريري، بتعليق العمل السياسي، معتبرا “أن هذا قرار خاص”، مضيفا أنه “يحترم ايضا قرار الرئيس تمام سلام الذي اعتبر أن الناس قالت “كلن يعني كلن”.
وشرح مخزومي أنّ “إثر ثورة تشرين 2019 عندما استقال الرئيس سعد الحريري كان هذا تلبية لمطالب الشعب وهذا ما يقوم به اليوم أيضا الرئيس سلام. أحترم هذا القرار وأتمنى على كل من تبقى من هذه الطبقة الفاسدة من رئيس الجمهورية إلى رئيس المجلس والنائب وليد جنبلاط وغيرهم وكل من شارك في دمارنا أن يتعلموا من خطوة الحريري وينسحبوا من الحياة السياسية”.
وفيما يخص تأثير انسحاب الحريري الإيجابي على النواب المستقلين في الانتخابات النيابية المقبلة، أشار مخزومي إلى أنّ “للرئيس الحريري حيثيته وهو تمنى على نواب تياره عدم الترشح، ولمعرفة حجم القرار يجب أن ننتظر الانتخابات واستطلاعات الرأي”، معربا عن تمنيه بأن “يكمل الحريري المعركة الانتخابية لأن له وجوده وكيانه داخل بيروت”.