لون البلغم يتعلق بالحالة الصحية؟

يعتبر السعال المصحوب بإفرازات البلغم أو العطس الذي يتسبب في إفراز المخاط الأخضر أمراً طبيعياً خلال مقاومة الجسم لنزلات البرد، على الرغم من أن هذه الظاهرة قد تكون مزعجة، إلا أن هذه المواد اللزجة تكشف عن مؤشرات هامة حول حالتك الصحية.

قد يظن البعض أن السعال المرافق للبلغم يشير إلى مشكلة صحية أكبر، ولكن من الضروري فهم السبب وراء ظهور البلغم. وفقًا للطبيب العام في الخدمة الوطنية الصحية (NHS)، الدكتور توم جينكينز، “يستغرق السعال الفيروسي وقتًا أطول للشفاء مما يعتقد الكثيرون”.

وقال: “في الشبان الأصحاء، يشفى نصفهم تقريباً خلال 10 أيام، ويصل التعافي إلى 90 في المئة خلال 25 يوماً”.

وتُصف حوالي سبعة ملايين دورة من المضادات الحيوية سنويًا لعلاج السعال الفيروسي وأعراض البرد، حيث يلجأ الناس إلى طبيبهم بحثًا عن تخفيف الأعراض. على الرغم من أن الأعراض قد تكون مزعجة ويمكن أن تُقتل البكتيريا باستخدام المضادات الحيوية، إلا أنها غير فعالة في علاج الفيروسات.

وأكد الدكتور جينكينز: “غالباً ما يكون ذلك غير ضروري على الإطلاق، حيث يسهم فقط في تفاقم المشكلة الكبيرة والمتزايدة المتمثلة في مقاومة الميكروبات نتيجة للإفراط في استخدام المضادات الحيوية”.

وقدم جينكينز النصائح حول ما يمكن أن تعنيه الألوان المختلفة للبلغم:

-اللون الأخضر: البلغم الأخضر يدل على وجود خلايا بيضاء لمحاربة العدوى الموجودة، وتنتج هذه الخلايا إنزيمًا يحول البلغم إلى اللون الأخضر.

وقال : “في بعض الأحيان يمكن إنتاج البلغم الأخضر أول شيء في الصباح فقط، ولكن إنتاج البلغم الأخضر المنتظم خلال اليوم هو أحد الأعراض التي يجب مناقشتها مع طبيبك العام لأنه قد يشير في بعض الأحيان إلى عدوى بكتيرية”.

-اللون الوردي: يمكن أن يكون هذا علامة على وجود سائل في الرئتين (الوذمة الرئوية).

وأضاف: “الأشخاص الذين يعانون من الوذمة الرئوية الحادة يظهرون بلغمًا ورديًا رغويًا”.

اللون الأحمر: البلغم أو المخاط الأحمر هو اللون الأكثر أهمية من حيث القلق.

وتابع: “إذا كنت تسعل كميات صغيرة من الدم الأحمر الزاهي فقد يكون سبب ذلك السعال أو الإصابة بعدوى في الصدر، أو في بعض الأحيان يكون علامة على حالات أكثر خطورة، إذا كان البلغم صدئًا أو ملطخًا بالدم، فيجب مراجعة أخصائي الرعاية الصحية بشكل عاجل.”

-اللون البني: من المحتمل أن تكون أكثر عرضة للإصابة بهذا إذا كنت من الأشخاص المخنين.

وقال جينكينز: “يمكن أن يكون المخاط البني اللون ناتجًا عن الدم الجاف الناتج عن نزيف الأنف، أو الإصابة بنزلة برد، أو ملامسة الأنف، ويمكن أن يأتي المخاط البني أيضًا من تلوث الهواء واستنشاق الدخان المنبعث من النار، ويمكن أن يشير البلغم المحروق أيضًا إلى وجود عدوى بكتيرية”.

-اللون الأسود: يمكن أن يكون سبب المخاط الأسود هو استنشاق الأوساخ أو الغبار ذو اللون الداكن.

واضاف جينكينز: “التدخين يمكن أن يسبب أيضًا خطوطًا سوداء في المخاط”.

وشدد جنكينز أنه “كلما كان لون البلغم أغمق، كلما زاد احتمال حدوث شيء أكثر خطورة”.

وأضاف: “يجب أن تكون خطوتك الأولى هي رؤية طبيبك العام. فالسعال الذي لا يحتوي على بلغم أو حمى أو ضيق في التنفس من المرجح أن يكون التهاب الشعب الهوائية الحاد الفيروسي، والذي لن يستجيب أيضًا للمضادات الحيوية في معظم الحالات”.

وتابع: “إذا كنت تعاني من السعال لأكثر من ثلاثة أسابيع، فاستشر طبيبك دائمًا للنظر في الحالات طويلة الأمد، بما في ذلك سرطان الرئة”.

error: Content is protected !!