| مرسال الترس |
توقف المراقبون باهتمام لافت، أمام “القصف” الذي نفّذه رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في أحدث إطلالاته التلفزيونية، نحو أكثر من اتجاه، ولاسيما “فريق الممانعة”.
توقف جعجع ملياً عند رفضه لوصول رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، “بغض النظر عن شخصيته ومواقفه الثابتة” ـ كما قال ـ من منطلق الدعم الذي يقدمه له “الثنائي الشيعي”، وتحديداً “حزب الله” الذي يسعى ويخطط للإمساك بزمام الحكم في البلد. وعليه، ففرنجية ملزمٌ حكماً بمسايرة “حزب الله” وتلبية جميع رغباته، مضيفاً، بتهكّم، أن “من جرّب المجرب كان عقله مخرَّب”، من منطلق أن تأييد جعجع في العام 2016 لوصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية “كان غلطة” وأنه “لن يكرّرها”.
يقابل موقف جعجع، شبه إجماع لبناني على أن شخصية فرنجية بعيدة كل البعد عن شخصية مؤسس “التيار الوطني الحر”، إن في الأداء، أو في التعاطي مع مختلف الأفرقاء، على قاعدة حجمهم في التمثيل النيابي، كما أكد في العديد من إطلالاته الإعلامية، إلى جانب معرفة الجميع أن “كلمته كلمة”، ولا يناور، ولا يخدع، بين “فوق الطاولة وتحتها”.
أما لجهة تأكيد جعجع أن استراتيجيته تقوم على إيصال رئيس يستفز “حزب الله”، فكانت تلك فعلاً “غلطة العمر”، على اعتبار أن من يؤيده في الترشيحات الرئاسية المعلنة، أي الوزير السابق جهاد أزعور، قد بادر من أول الطريق بالتوجّه إلى الضاحية الجنوبية وعرض برنامج عمله في مقر كتلة “الوفاء للمقاومة”، وهو ما يفعله الآخرون بالتأكيد.
أما إذا كان رئيس حزب “القوات” يعتبر أنه هو المؤهل بامتياز لاستفزاز “حزب الله”، فذلك يصب في خانة ذرّ الرماد في عيون مؤيديه أولاً. لأن السؤال الذي يتقدم على ما عداه، لا بل الأسئلة، هو أن أي رئيس يستفز “حزب الله” كيف سيستطيع أن يحكم؟
هل بإخراج ممثلي الثنائي الشيعي من مجلس النواب، وهم الذين يحصدون كافة مقاعد الطائفة بدون منازع، أو ربما بالعمل على تزوير الانتخابات لعدم إيصال أي ممثل لهم؟
أم بإبعاد أي تمثيل لهم في حكومات عهده عبر استجلاب شخصيات لا تمثّل إلاّ نفسها، ليصبح الحكم أعرجاً، أو ربما بلا أرجل؟
أو ربما بتخطي اتفاق الطائف الذي يقوم على موازنة الحكم بين الطوائف والمذاهب بـ”الديمقراطية التوافقية”، عبر استحداث قاعدة متجددة في الحكم تقوم على “الرئيس القوي” القادر على إيصال هذا “اللبنان” إلى أبعد من جهنم!