شكل تقرير رفع إلى مسؤولين عسكريين واستخباريين في كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى أن عددًا كبيرًا من الأسلحة التي استخدمتها حركة “حماس” في عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وفي مواجهة العدوان على غزة، جاءت من مصدر غير متوقع: جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه، وفق ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
ولسنوات، أشار المحللون إلى طرق التهريب تحت الأرض لتفسير كيف ظلت “حماس” مدججة بالسلاح على الرغم من الحصار العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة.
لكن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة أظهرت مدى قدرة “حماس” على بناء العديد من صواريخها وأسلحتها المضادة للدبابات من آلاف الذخائر التي لم تنفجر عندما أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وفقًا لخبراء أسلحة واستخبارات إسرائيلية وغربية.
كما تقوم “حماس” أيضًا بتسليح مقاتليها بأسلحة حصلوا عليها من القواعد العسكرية الإسرائيلية.
وكشفت المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها خلال أشهر من القتال أنه مثلما أساءت سلطات الاحتلال الإسرائيلية تقدير خطط “حماس” قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فقد قللت أيضاً من قدرتها على الحصول على الأسلحة.
والأمر الواضح الآن هو أن الأسلحة نفسها التي استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلية لفرض الحصار على غزة على مدى الأعوام الماضية، تُستخدم الآن ضدها، حسب الصحيفة.
ومكنت المتفجرات العسكرية الإسرائيلية والأميركية حركة “حماس” من إمطار كيان الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ، وللمرة الأولى، اختراق المستوطنات من غزة.
وقال مايكل كارداش، النائب السابق لرئيس قسم إبطال مفعول القنابل في شرطة الاحتلال الإسرائيلي والمستشار في الشرطة: “إن الذخائر غير المنفجرة هي المصدر الرئيسي للمتفجرات بالنسبة لحماس”.
وقال أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية، الذي تحدث لصحيفة “نيويورك تايمز” بشرط عدم الكشف عن هويته، إن معدل الفشل في بعض الصواريخ “الإسرائيلية” يمكن أن يصل إلى 15%.
وكان المسؤولون الإسرائيليون يعلمون قبل هجمات تشرين الأول/أكتوبر أن “حماس” قادرة على إعادة تدوير بعض الأسلحة الإسرائيلية الصنع، لكن القدرة المتطورة أذهلت خبراء الأسلحة والدبلوماسيين على حد سواء.
كما عرفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن مستودعات الأسلحة الخاصة بها كانت عرضة للسرقة. وأشار تقرير عسكري صدر في أوائل العام الماضي إلى أن آلاف الرصاصات ومئات الأسلحة والقنابل اليدوية قد سُرقت من قواعد إسرائيلية.
وتتطلب الصواريخ والقذائف كميات هائلة من المواد المتفجرة، والتي يقول المسؤولون إنها أصعب مادة من حيث تهريبها إلى غزة.
ورغم ذلك، فإن “حماس” لا يمكنها تصنيع كل الأسلحة وفق مصادر الصحيفة، لذا لجأت إلى السوق السوداء وهربت الأسلحة من جهة صحراء سيناء.
ووفقاً لاثنين من مسؤولي مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، كان هناك ما لا يقل عن 12 نفقًا لا تزال تعمل بين غزة ومصر قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وقال متحدث باسم الحكومة المصرية، في حديث للصحيفة الأميركية، إن الجيش المصري قام بدوره بإغلاق الأنفاق على جانبها من الحدود.