| زينب سلهب |
افتتح مطعم في مدينة الكرك في الأردن تحت اسم “7 أكتوبر”، تيمناً بعملية “طوفان الأقصى” التي نفّذتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في غزة، ضد العدو الإسرائيلي، التي حصلت في 7 أكتوبر/تشرين الاول.
وقد انتشر الخبر بشكل واسع في محافظات الأردن، لكنه لم يستمر أكثر من 24 ساعة.
فالسلطات الأردنية لم تسمح بإعطاء الترخيص لصاحب المطعم، تحت مسمى “7 اكتوبر”، تنفيذاً لرغبة العدو الإسرائيلي الذي أبلغ السلطات الأردنية رفضه الشديد لهذا الأمر، بحسب ما ذكر الناشطون الأردنيون، على مواقع التواصل الاجتماعي.
بدوره، قال صاحب المطعم المذكور باسل الصرايرة، إنه غيّر اسم المطعم لأنه لم يحظَ بالموافقة على ترخيصه، بحجة أن إسمه يملك دلالات سياسية.
وأكد أنه “لأسباب وضغوطات أمنية، تم إزالة لوحة الاسم الخاصة بالمطعم من قبل الأجهزة الأمنية، إلى حين تغييره لاسم آخر”.
وتابع صاحب المطعم أنه فخور بما فعله، وأنه يعتز لقيامه بهز الكيان الصهيوني باسم مطعمه، ولو لمدة يومين.
وقد استنكر الناشطون الأمر بشكل كبير، حيث علق أحدهم متسائلاً ما إذا كان “التعاطف” أيضاً مع الشعب الفلسطيني جريمة.
أما الشعب الأردني، فقد تعامل مع الموضوع بطريقته الخاصة. حيث قام بعض التجار بتغيير اسم “ميني ماركت” خاصة به وتسميتها “7 أكتوبر”، إلى جانب قيام تجار آخرين بتغيير أسامي محلاتهم إلى “طوفان الأقصى”.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال ايدي كوهين، قد قال إن المطعم تم إقفاله باتصال صغير من ضابط لديهم، زاعماً أنهم أجبروا صاحب المطعم على الاعتذار.
وأضاف المتحدث أن الكيان الذي لا يسمح بإدخال المساعدات لغزة، لن يسمح بهذه الخطوة على الأراضي الأردنية.
ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها في الأردن، حيث تم قبل ذلك تغريم مواطن لكتابته شعاراً داعماً للناطق باسم “كتائب القسام”، “أبو عبيدة”، على قميصه، وتم استدعاء آخر للتحقيق، لأنه كتب على سيارته “مع حماس”.
كما تم توقيف وتجميد عضوية عشرات الطلاب في الجامعات الأردنية، لدعمهم للشعب الفلسطيني وتأييدهم لغزة.
ولا تعد خطوة السلطات الأردنية مستغربة، حيث أن الأردن يزوّد كيان الاحتلال الإسرائيلي باحتياجاته من المواد الغذائية والزراعية. كما أن مواقفها لم تكن واضحة من البداية، فالسلطة التي تسمح بوجود سفارة لكيان الاحتلال على أراضيها وتتعامل معه كـ”دولة”، لا يمكنها أن تبيع الشعب الفلسطيني مواقف تعاطف لا داعي لها اليوم.
إلى جانب عدم قيام الأردن بأي محاولات، لوقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة على يد الاحتلال الاسرائيلي.
مواقف بعض الدول العربية “المطبعة” مع الاحتلال لم تعد مستغربة، ولا تعوضها بيانات استنكار وادعاءات أنها تدعم الشعب الفلسطيني، بل يجب عليها النهوض من مقاعدها، والوقوف إلى جانب غزة قولاً وفعلاً، ووضع “إلغاء كيان الاحتلال” في أولوية مخططاتها.
https://twitter.com/ARezeg/status/1750902610326950175?t=Nrx4zXv5O-TfSIVQE308vw&s=19