ماذا تعني الحرب مع “حزب الله” بالنسبة لـ”إسرائيل”؟

“على الرغم من أن الغزو الشامل للبنان أمر غير مرجح، فإن إسرائيل تدرس اتخاذ إجراءات تصعيدية، في الأسابيع المقبلة، تتضمّن عملاً أقوى ضد حزب الله داخل لبنان، مما يخلق خطر نشوب حرب متعددة الجبهات وطويلة الأمد بالنسبة لإسرائيل”.

هذه الخلاصة توصّل إليها موقع “ستراتفور” الاستخباري الأميركي، وهو مركز دراسات إستراتيجي وأمني أميركي، و يعد أحد أهمّ المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، ويعلن على الملأ طبيعة عمله التجسسي.

وأشار الموقع إلى تهديد السياسيين الإسرائيليين بعمل عسكري واسع ضد “حزب الله”، وإلى أحدث بيان “مثير للقلق” من المسؤولين العسكريين الذي أخبر فيه رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي، في 10 يناير/كانون الثاني، قوات الاحتلال الإسرائيلي أن “الحكومة ستضعهم في الأماكن اللازمة لتأمين الحدود الشمالية”.

وأشار موقع “ستراتفور” كذلك إلى تحذير وزارة الصحة في كيان الاحتلال الإسرائيلي المستشفيات شمال فلسطين المحتلة، للاستعداد لاستقبال أعداد كبيرة من الضحايا، والتخطيط لاحتمال انقطاع الإمدادات الطبية في حالة وقوع هجوم واسع لـ”حزب الله”.

وأضاف “ستراتفور” أن هذه التعليقات والتحذيرات تأتي بعد التصعيد بين الاحتلال الإسرائيلي و”حزب الله”، والذي شهد استهداف “إسرائيل” لمزيد من القادة العسكريين البارزين للحزب والاغتيالات لقادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في لبنان، ورد “حزب الله” بمحاولة ضرب أهداف عسكرية إسرائيلية إستراتيجية.

ويرى الموقع النجسسّسي الأميركي أن الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية المستمرة تتلخص في استخدام “التصعيد الموجه”، للضغط على “حزب الله” لحمله على الانسحاب من الحدود.

وإذا فشلت الإستراتيجية العسكرية الحالية في إقامة “منطقة عازلة” قابلة للاستمرار، فمن المرجح أن تصعد “إسرائيل” هجماتها الأكبر على البنية التحتية العسكرية لـ”حزب الله” لزيادة الضغط عليها، بما في ذلك استخدام غارات برية متواصلة وضربات أعمق خارج المنطقة الحدودية الجنوبية.، بحسب الموقع الاستخباري الأميركي.

وإذا فشلت هذه الهجمات الأوسع نطاقاً، فسوف تستخدم “إسرائيل” التوغلات البرية على مستوى الكتائب جنوب لبنان “لتطهير الأراضي والسيطرة عليها من المسلحين” والإشارة إلى أن “إسرائيل” قد تصعد إلى غزو شامل.

وأضاف الموقع الأميركي أن لدى “إسرائيل” خيار تكرار غزو شامل بمجرد انتهاء العمليات القتالية في غزة، على الرغم من أن القيام بذلك من المرجح أن يؤدي إلى انتقام إيراني مباشر ضد “إسرائيل” نفسها، مما يجعل هذا الأمر غير مرجح.

وختم موقع “ستراتفور” بأنه من المرجح أن تدرس “إسرائيل” هذا الخيار فقط إذا حصلت على دعم دبلوماسي كامل من الولايات المتحدة، وأكملت أهدافها العسكرية الرئيسية في غزة، وكان لديها وحدة سياسية داخلية ودعم للعملية، وإذا صعد “حزب الله” الهجمات إلى مستوى يتضمن أشياء مثل شن ضربات على المدن، مما يجعل من المستحيل تجاهل تهديدها.