| ناديا الحلاق |
على مدار 3 أشهر، نزح أكثر من 80% من أهالي المناطق الحدودية بسبب العدوان الاسرائيلي المتواصل على البلدات الجنوبية، تركوا بيوتهم ورحلوا صوب المناطق الأكثر أمناً، منهم من لجأ إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما لجأ آخرون إلى قرى وبلدات موجودة في العمق، في وقت ازداد فيه عدد النازحين في مراكز الإيواء في مدينتي صور والنبطية.
ويبلغ عدد النازحين المسجلين في إدارة وحدة الكوارث في لبنان 80 ألف نازح، موزعين على الشكل التالي: 25 ألفاً في صور، 18 ألفاً في النبطية و37 ألفاً موزعون على المناطق، وتبقى هذه الأرقام غير دقيقة خصوصاً وأن هناك آلاف النازحين الجنوبيين اتجهوا إلى مناطق لبنانية دون أن تقوم البلديات المحلية بتسجيلهم.
ويعيش قسم كبير من نازحي الجنوب على مقدراتهم الشخصية، حيث أن 80% منهم يقيمون عند عائلاتهم المضيفة و17% استأجروا منازل، وانتقل 1% إلى مساكنهم الثانوية، بينما يعيش نحو 2% منهم (1600 نازح) في مراكز إيواء جماعية.
وفي صور يوجد 5 مراكز إيواء جماعية تستوعب 758 نازحاً، وفي حاصبيا هناك 7 مراكز إيواء تستضيف 152 نازحاً، وفي راشيا يوجد ملجأ جماعي واحد يستضيف 38 نازحا، وفي صيدا هناك ملجأ جماعي واحد يستضيف 153 نازحا، كما أن 37% من النازحين هم من الأطفال، و34% من الإناث و29% من الذكور.
وتوزع على النازحين في مراكز الإيواء الوجبات الغذائية اليومية ومستلزمات النظافة ومستلزمات أساسية أخرى، أما النازحون إلى خارج نطاق هذه المراكز فعليهم تسيير أمورهم والاعتماد على مقدراتهم الشخصية.
ولكن إلى متى هم قادرون على الصمود والاستمرار؟ ومن يدعمهم ؟
يبدو أن الدولة اللبنانية عاجزة عن إيجاد أية حلول بهذا الإطار، ويوماً بعد يوم تزداد معاناة النازحين وسط غياب اهتمام المسؤولين والحكومة، فالجنوبيون ترتكتهم مؤسسات دولتهم لمصيرهم سواء في مراكز الإيواء أو في بيوت استأجروها بلا دعم ولا مساندة، أما بالنسبة لمساعدات المنظمات الدولية فتبقى محدودة جداً. لذا من الطبيعي في حال استمرار الحرب دون وضع خطة واضحة من قبل الحكومة وتقديم المساعدات العينية والمادية للنازحين الجنوبيين فستتفاقم أمورهم وتنفجر أوضاعهم. فلتتحمل الدول مسؤولياتها تجاههم وتأمن حاجاتهم بدل أن تخذلهم على درب نزوحهم.