نقلت صحيفة “الديار” عن الرئيس نبيه بري قوله إن الموفد الاميركي آموس هوكشتاين طرح “أفكاراً” وليس صيغة لحل نهائي بوقف “الاشتباكات” في جنوب لبنان. وأشارت الصحيفة إلى أن مصادر ديبلوماسية تساءلت ما ذا كان الاميركيون جادين في منع امتداد النيران الحاصلة في غزة إلى حرب كبرى في المنطقة. وتابعت هذه المصادر إن الأفكار التي بحثها هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين لتهدئة الوضع في الجبهة الجنوبية، لا تعد أكثر من “إبر مورفين” تخفف وتيرة القتال لمدة زمنية محدودة، ولكن طالما لم يحمل الموفد الأميركي حلاً ينص على ضوابط فعلية على “إسرائيل” لوقف حربها على غزة ولعدم تعديها على الجنوب، وفي الوقت ذاته إذا لم يلحظ الحل في بنوده تحرير مزارع شبعا، فالقتال سيتجدد حتماً.
ووصفت هذه المصادر الديبلوماسية بأن الطرح الالماني طرح “ساذج”، يظهر عدم إدراكه للساحة اللبنانية وتحديداً “حزب الله”.
وتابعت أن الموفد الالماني الذي طرح نشر الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل” على طول الحدود الجنوبية مقابل تراجع “حزب الله” الى شمال الليطاني، ومحاولة “اغراء” لبنان بتقديم مساعدة بقيمة 15 مليون يورو إذا طبق الطرح الألماني، هي محاولة دفنت في مهدها. وبمعنى آخر، لا الدولة اللبنانية ستقبل ولا الجيش اللبناني سيقبل، و”حزب الله” سيرفضها رفضاً قاطعاً. وعليه كل حركة الموفدين الأوروبيين والأميركيين تقارب الوضع اللبناني بشكل خاطئ، وفقا للمصادر الديبلوماسية.
ورأت المصادر الديبلوماسية أنه طالما الطروحات الأوروبية والأميركية لمنع التصعيد في الجنوب اللبناني مع جيش العدو، ليست منصفة وتصب لمصلحة “اسرائيل” مئة بالمئة بما انها تخضع للشروط “الاسرائيلية”، فجميعها ستبوء بالفشل. وحذرت هذه المصادر من أن التاريخ أظهر أن كل حل أو طرح غير عادل أدى إلى تهميد الميدان ووقف القتال لفترة، ولكن سرعان ما أدت هذه الحلول إلى انفجار في المنطقة، لأن الغرب لم يفهم يوماً طبيعة الأزمات في الشرق الاوسط والحلول التي فرضها على فلسطين أو الدول العربية التي تحتل “اسرائيل” جزءاً من أراضيها، تبينت أنها غير قابلة للتطبيق على الأرض، لا بل تؤدي إلى المزيد من الأزمات في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة.