| مرسال الترس |
هل ما تم توقعه بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع قبل نهاية العام 2023، سيتحقق بامتياز خلال العام الجديد، فيكون الحدث الذي عوّل عليه اللبنانيون منذ خمسة عشر شهراً؟
اسئلة طُرحت منتصف هذا الأسبوع، بعد التداول بتصريح للنائبة ستريدا جعجع موجه إلى الرئيس بري حول الانتخابات الرئاسية، وكأنه جاء مكملاً لما كان رئيس “القوات” قد طرحه على رئيس مجلس النواب لإجراء حوارات ثنائية بدل طاولة حوار تضم جميع الأفرقاء، فما كان من بري إلاّ أن رأى أن الفكرة مناسبة لتفاعل أفكاره مع افكار رئيس “القوات”، فأعلن أنه بصدد إجراء مشاورات وليس طاولة حوار في السنة الجديدة.
جاء تصريح ستريدا ليكمل الفكرة حيث قالت: “بما أننا قلنا سابقاً أننا منفتحون على القيام بمشاورات جانبية كالتي قمنا بها من أجل التمديد لقائد الجيش، فإننا نطالب الرئيس بري بأن يكمل المسعى الذي كان قد بدأه في مسألة التمديد لقائد الجيش، وبالطريقة نفسها، ليطال ملف انتخاب رئيس للجمهورية”.
الثابت أن “تقارب الأفكار” بين بري و”القوات” لم يأتِ من عدم، بل انبثق من خصومة الطرفين، حتى العظم، مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل الذي تتأرجح علاقته مع حليفه السابق “حزب الله”.
فهل جاء تقارب بري ـ القوات على مفترق طرق بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك؟
ليس هناك أمر مستحيل، وبخاصة في السياسة اللبنانية، لاسيما وأن “عين التينة” و”معراب” ليستا بعيدتين عن عوكر وأفكارها التي تساهم أحياناً كثيرة في تقارب المبتعدين على قواسم مشتركة تخدم براغماتيتها. وكذلك مع ترقب عودة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت خلال الأسبوعين المقبلين، كما أبلغت السفيرة السابقة دوروثي شيا الرئيس بري في لقاء الوداع بينهما، وذلك لفتح ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، للعمل على فصل الوضع اللبناني عن ما يحصل في غزة، التي يبدو أن أمر حسم مستقبلها سيطول لأكثر من أشهر، وليكون مدخلاً لتبريد الأجواء الجنوبية، وبالتالي إلى بداية حلحلة في الأزمات السياسية المتراكمة على الساحة الداخلية، وفي طليعتها الملف الرئاسي، الذي يرى فيه الكثيرون أنه الباب الذي سيؤدي إلى الانفراجات وبداية الحلول للاستقرار.
ليست هناك توقعات بأن يؤتي بداية الضغط الديبلوماسي أُكلَه قبل الخامس والعشرين من الشهر الحالي، لتمتد مفاعيله إلى نهاية شهر شباط المقبل.
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه: ما هو أفق التقاطع بين “القوات اللبنانية” والرئيس بري، الذي لم يتلفظ يوماً بغير اسم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية كمرشح مدعوم بقوة من “الثنائي الشيعي”؟