| غاصب المختار |
ترددت معلومات عن تحضير الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لزيارته إلى لبنان في النصف الأول من الشهر المقبل ممثلاً اللجنة الخماسية، بعقد لقاءات مؤخراً في السعودية مع عدد من المسؤولين ومنهم المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا لتنسيق المواقف من المواضيع التي ستطرح في بيروت، لا سيما الاستحقاق الرئاسي والتهدئة في الجنوب، بالتزامن مع الحراك القطري المرتقب، ومع مهمة جديدة سيقوم بها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين في منتصف كانون الثاني المقبل ايضا، بحيث يتوقع أن يزور بيروت والأراضي المحتلة في مسعى تفاوضي جديد حول معالجة مسألة الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، علّها تكون باباً لوقف التوتر اذا حصل توافق على تثبيت الحدود البرية الجنوبية انطلاقاً من “النقطة بي 1” التي يصر عليها لبنان.
لكن مصادر نيابية مقربة من السعودية ومتابعة للتطورات، توضح لموقع “الجريدة” ان لودريان موجود أصلاً في السعودية بشكل دائم بحكم عمله الجديد كرئيس “لوكالة التنمية الفرنسية في العلا” (أفالولا)، المسؤولة عن التعاون مع السلطات السعودية لتطوير السياحة والثقافة في منطقة العُلا.
لذلك، فأن أي لقاء مع أي مسؤول سعودي ليس بالضرورة ان يكون حصراً بسبب الوضع اللبناني، خصوصاً أن أي جديد لم يطرأ منذ زيارته الاخيرة وزيارة وزيرة الخارجية كاترين كولونا إلى بيروت.
كما أن الموفد القطري جاسم بن فهد الموفد الثاني من اللجنة الخماسية، لم يتوصل خلال جولته الاخيرة مع الأطراف اللبنانية إلى اي مخرج للإستحقاق الرئاسي، علمتً أن آخر لقاء علني للموفد الفرنسي مع مسؤول سعودي رفيع المستوى لبحث الملف اللبناني كان في أيلول الماضي، حيث التقى الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي بحضور نزار العلولا والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري. كما زار مصر وقطر في الفترة ذاتها.
لكن المصادر تتوقع أن يحصل تقدم ما هذه المرة من جولة الموفدَين الفرنسي والقطري، نتيجة الدفع الخارجي القوي الدي بات يهتم بموضوع رئاسة الجمهورية أكثر من السابق، نتيجة التوتر المتصاعد في الجنوب والتوجه الدولي لوضع المنطقة العربية على طاولة البحث عن حلول دائمة للتوترات فيها والتوصل إلى تسويات مقبولة من كل الاطراف.
ولذلك ايضاً تصب كل المعلومات أن لودريان سيطرح طرحاً متطوراً عن المبادرات الرئاسية السابقة بدفع من “اللجنة الخماسية”.
بَيدَ أن ربط أزمات لبنان الداخلية بأزمة المنطقة بعد حرب غزة، يمكن أن يؤخر الحلول كما يقول مرجع حكومي سابق لموقع “الجريدة”، وبتقديره فإن الحلول للأزمة اللبنانية قد تستغرق وقتاً يمتد إلى ما بعد شهري شباط أو آذار المقبلين، إذ لا حلول بالمفرق في المنطقة بظل الحروب الدائرة بل الحلول ستكون بالتدريج لكل ازمة.
وفي اعتقاد أكثر مرجع رسمي ايضاً، أن التفاوض حول ازمة الاستحقاق الرئاسي سيتزامن أو يسبق أو يلي مباشرة التفاوض المرتقب حول تثبيت الحدود البرية للبنان. ولذلك ستكون مهمة هوكشتاين مزدوجة على الأرجح، خصوصاً أن زيارته ستتزامن مع وصول السفيرة الاميركية الجديدة ليزا جونسون لتسلم مهامها كقائمة بأعمال السفارة لحين تسليم اوراق اعتمادها رسمياً إلى وزارة الخارجية ورئيس الجمهورية.