لا تتوقف استحقاقات العام المقبل عند انتخابات رئاسة الجمهورية والحرب جنوباً، بل ثمّة العديد من المحطات التي ستفرض نفسها، وقد تكون أقربها تعيين رئيسٍ جديد للأركان استكمالاً للتمديد لقائد الجيش جوزيف عون، حفاظاً على الجيش وهيبته ودوره في ظل التحديات، بحسب “الأنباء” الالكترونية
طبخة رئاسة الأركان لم تستوِ بعد، ويعمل الحزب التقدمي الاشتراكي بزخم على هذا الملف لإنجازه صوناً للمؤسسة العسكرية، إلى جانب أطراف سياسية أخرى، إلّا أن معارضة التيار “الوطني الحر” لا زالت عند حالها، انطلاقاً من رفض التعيينات واجتماعات مجلس الوزراء في ظل الفراغ الرئاسي.
كما أن الانتخابات البلدية ستكون استحقاقاً منتظراً، لأن البلديات تحتاج إلى دماء جديدة، خصوصاً وأن الخمول ضرب عدداً كبيراً منها، إلّا أن تأجيلاً مرتقباً في هذا الإطار بسبب غياب التمويل والقدرة على إجراء الانتخابات في ظل الظروف الراهنة في ظل الفراغ الرئاسي والحرب.
التحديات الاقتصادية ستكون حاضرة أيضاً في العام 2024، فسعر الدولار المستقر منذ أشهر قد يتعرّص للاهتزازات، لأن البنية الاقتصادية والمالية في لبنان غير سليمة في ظل غياب الإصلاحات، ثم أن الاستثمارات لم تعد بزخم إلى البلد، ومن المفترض أن يكون ثمّة محطات منتظرة مع صندوق النقد الدولي.
وفي الإطار نفسه، فإن إدارات الدولة مُقفلة بشكل جزئي أو كلّي بسبب إضراب الموظفين، وثمّة معاملات تبيت في الأدراج منذ أكثر من سنة لم تُنجز بسبب إقفال المؤسسات كالنافعة أو الدوائر العقارية، وهذا الملف سيكون التحدي الأبرز أمام الحكومة، ووجب حلّه لتأمين المدخول للخزينة وإنجاز معاملات المواطنين.
يطول الحديث عن الاستحقاقات المرمية أمام مجلس النواب والوزراء، وعلى الرغم من الظروف الدقيقة في المنطقة، على المعنيين البدء بإنجازها لأن استحقاقات جديدة ستفرض نفسها في مقبل الأيام والأشهر، ورغم سوداوية المشهد ودمويته، لا يُمكن إلّا التمسّك بالأمل لغد أفضل للبنان والمنطقة.