| محمد جابر |
استشهد أكثر من مئة إعلامي بين غزة وجنوب لبنان عام 2023، الذي تحول إلى عام الشهادة، فعاش الباحثون عن المتاعب في خطر الموت، وبدل أن يغطوا الخبر.. أصبحوا هم الخبر!
لم يمر يوم من أيام “طوفان الأقصى”، إلا وكان رجال الصحافة هم الحدث، صواريخ الاحتلال لاحقتهم حتى مع عائلاتهم، فسقطوا شهداء في سبيل القضية، وتنقلوا بين ميادين الحرب حاملين سلاح الكلمة.
بين غزة وجنوب لبنان، توحد الدم الذي كان ينزف في مواجهة العدو وفضح جرائمه، ليتخضّب عام 2023 بدماء الشهداء من الإعلاميين.
كثيرة هي تعرجات هذا العام، الذي استمر صاخباً في أيامه الـ 365، وكان للإعلام حصة الأسد في الزمن الأصعب، فلم يسبق لحرب في العالم أن سقط خلالها هذا العدد من الصحافيين.
أكثر من مئة صحافي بين لبنان وغزة اغمضوا عيونهم ورحلوا بفعل القصف الصهيوني الهستيري، في كل المرات كان القصف مقصوداً، كما أكدت الجمعيات المتخصصة بالحريات الصحافية، فالقصف كان يستهدف أماكن يقصدها الصحافيون باستمرار، وفي كل مرة كانت تتكرر مواقف الاستنكار.
لم تستيقظ غزة يوما إلا وكان خبر استشهاد صحافي يتم التداول به، كما أن بعض الصحافيين نجوا بأعجوبة، كما حصل مع وائل الدحدوح الذي كان سابقا فقد أفرادا من أسرته واستمر في ممارسة رسالة نقل حقيقة مايجري في فلسطين.
وفي لبنان عم الأسى، بعد الإعلان عن استشهاد الصحافية الشابة فرح عمر ومعها المصور ربيع المعماري، خلال القيام بواجب التغطية الميدانية لما يجري في الجنوب، وشكل هذا الحدث المؤلم صدمة كبيرة للوسط الإعلامي والشعبي خصوصاً أنه حصل قبل يوم من “هدنة الأسبوع”.
وكان الإعلام اللبناني قد صدم باستشهاد مصور رويترز عصام العبدالله بقصف للعدو الاسرائيلي أصاب عدداً من الصحافيين.
ونجا العديد من الصحفيين من الموت المحتم، ولولا العناية الإلهية لكانت الأرقام أكبر، خصوصاً وأن كل لحظات التغطية الميدانية شكلت تحد مع الموت.
وفي هذا العام غيب الموت العديد من رجال الصحافة والإعلام الذين رحلوا بعد صراع مع المرض.
فاغمض ناشر السفير طلال سلمان عينيه بعد صراع مع مرض السرطان منهيا مسيرة إعلامية طويلة.
كما رحل رئيس القسم الرياضي لصحيفة السفير يوسف البرجاوي، بعد تعرضه لمرض مفاجئ فخسرت الصحافة الرياضية علما من أعلامها.
وتوفيت الاعلامية ومقدمة برنامج “ستديو الفن” في السبعينات سونيا بيروتي، فكانت الخسارة الكبيرة للوسط الاعلامي.
وبشكل مفاجئ غيب الموت الإعلامية جيزيل خوري، وقد كان رحيلها صامتاً فهي أخفت خبر إصابتها للمرض الذي أنهى حياتها على عجل، وهي زوجة الإعلامي الراحل سمير قصير.
وفي هذا العام رحل أيضا الكاتب والاعلامي المتخصص في شؤون البرلمان أحمد الزين، لتخسر الصحافة اللبنانية أحد أعلامها.
كما خسرت جريدة اللواء والصحافة اللبنانية أحمد زين الدين، الذي اشتهر بتوثيق المحطات التاريخية في السياسة اللبنانية.