قالت “القناة 12 الإسرائيلية” إن “معلومة ذهبية” وصلت للمخابرات بشأن تخطيط حركة حماس لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي (عملية طوفان الأقصى)، لكنها لم تصل للقيادة العليا.
وأفادت تقارير نشرت مؤخراً بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية رصدت مؤشرات على هجوم محتمل في ذلك اليوم، لكن لم يتم التعامل معها بالشكل المناسب.
وتعهد مراقب الدولة في “إسرائيل” متانياهو إنجلمان بالتحقيق في المسؤولية عن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، على المستويات السياسية والعسكرية والمدنية.
معلومة ذهبية
في سنة 2022، تلقت “إسرائيل” معلومة استخبارية ذهبية ألّفتها حماس، بعنوان “خطة هزيمة فرقة غزة”. هذه المعلومة الذهبية، التي جلبتها الوحدة 8200، كان لديها كل شيء: استعدادات “الجيش” الإسرائيلي (بتفاصيل تقشعر لها الأبدان) وطرق التعامل معها، وطريقة اختراق الجدار وتنفيذ الهجوم، والأهداف والغايات أثناء الهجوم وبعده. المعلومة نُشرت على الجميع. لا يمكن لأحد داخل “الجيش” الإسرائيلي أو خارجه، بما في ذلك المستوى السياسي، أن يدعي أنه لم يعرفها. وإذا لم يعترف، كان مهملاً في وظيفته، لأن هذه كانت معلومة ذهبية تأسيسية كان يجب أن تؤدي إلى أحد أمرين: تغيير عميق في التفكير من شأنه أن يلغي التصور السائد بأن حماس مردوعة، وتريد الهدوء، أو سلسلة من الخطوات التي من شأنها أن تدحض المعلومة الذهبية حتى يمكن للتصور القائم أن يستمر.
هذا لم يحدث.الوحدة 8200 لم تفعل ذلك من داخلها، كما هو مطلوب. كان قائدها، العميد ي.، راضياً عن جلب المعلومة الذهبية، لكنه لم يقلب العوالم داخلياً وخارجياً للتأكد من أن ما هو ضروري قد تم به. فهو لم يبنِ نموذجاً كاملاً لمراقبة خطة حماس أو تعطيلها أو تقديم تحذير كافٍ لتمكين “الجيش” الإسرائيلي من الاستعداد لها. كما أنه لم يقُد الوحدة إلى مثل هذه الاستعدادات، ولم يغير الأولويات في جمع المعلومات الحساسة، ولم يخض في القضية مع قادة “الجيش” الإسرائيلي، وخاصة لم يستعد كفاءة الأنظمة التي شُلّت خلال فترة ولايته. إنها تشكيلات أمكن أن تساعد في إعطاء إنذارات، مثل نظام الاتصالات التكتيكية (walkie-talkie) ونظام الاستخبارات العلنية (OSINT).
كما أن العميد ي. لم يضمن أن كبار المسؤولين في جيش الاحتلال سمعوا بشكل مباشر الأصوات في وحدته التي صرخت في الأيام والأسابيع التي سبقت السبت الأسود بأن خطة حماس تتحقق عملياً. وحتى في الساعات التي سبقت الحدث، عندما أجريت مشاورات هاتفية محمومة في ضوء إشارات مقلقة قادمة من غزة، لم يقدر أو يُشِر إلى احتمال أن تكون هذه الإشارات مرتبطة بنفس الخطة ونفس المخاوف التي أعربت عنها جهات في وحدته.
قائد 8200 ليس وحده. رئيس لواء التشغيل في أمان، العميد غ.، لم يكلف نفسه عناء الشروع في خطوة واضحة لتوضيح ما يحدث بالضبط في غزة. تم إنشاء لواء التشغيل كدرس مستفاد من حرب لبنان الثانية، من أجل مزامنة جميع الأنشطة الاستخباراتية مع الهدف الرئيسي لشعبة الاستخبارات، الإنذار من حرب. كان غ. ورجاله على دراية بالمعلومة الذهبية لحماس، لكنهم لم يحولوها إلى خطة عمل: تماماً مثل 8200، لم يتصرفوا لتأكيدها أو دحضها، وبالتالي أهملوا في وظيفتهم. تماماً مثل العميد ي.، العميد غ. مقتنع بأنه تصرف بشكل لا تشوبه شائبة. حتى أن من حوله مقتنعون بأنه في نهاية الحرب سيتم تعيينه القائد التالي لـ 8200.
كما ان رئيس لواء الأبحاث، العميد عميت ساعر، الذي تُعتبر غزة والفلسطينيون جوهر خبرته، لم يطالب باستخدام جميع وسائل الجمع لضمان ألا تفاجئنا غزة. ومثله ضباط الاستخبارات في المنطقة الجنوبية وفرقة غزة – الذين كان من المفترض أن يستيقظوا كل صباح مع حرب أمام أعينهم، الذين كانوا أسرى لنفس التصور، ورفضوا أي محاولة لتحديهم فكرياً.