تشير أوساط مطلعة على أجواء المستقبل لـ”البناء” إلى أن “الشارع المستقبلي سيردّ الصاع للقوات اللبنانية التي يتهمها بطعن الحريري في مراحل ومواقع متعددة، وذلك من خلال التصويت ضد المتحالفين مع القوات، وستتوزّع أصوات التيار الأزرق على قوى متعددة وفق الحسابات السياسية تارة والمناطقية والعائلية والمنفعية تارة أخرى، كما أن الشارع المستقبلي يخفي جمر غضبه تجاه السعودية تحت الرماد لكونها مسؤولة عن تدمير الحريري منذ احتجازه في الرياض حتى انسحابه من السياسة. وهذا ما تظهره بوضوح حملة التضامن مع الحريري في بيت الوسط التي أطلقت شعارات تنتقد المملكة وتحملها المسؤولية”.
وأشارت مصادر سياسية لـ”البناء” الى أن “السعودية اعتقدت بأن الحريري بإزاحته يمكن استبداله بقوى سنية أخرى تدين لها بالولاء ويمكنها بالتحالف مع القوات اللبنانية من مواجهة حزب الله، لكن تشتت تيار المستقبل لا يعني انتقاله الى القوات”، مضيفة: “حزب الله وحلفاؤه سيتمكّنون من الحصول على نسبة كبيرة من الصوت المستقبليّ الذي لن يذهب للقوات اللبنانية وإن سعت السعودية وواشنطن لذلك”، ولهذا الأمر قد تدفع استطلاعات الرأي الأميركيين والسعوديين الى تطيير الانتخابات، بحسب المصادر، “إذا أيقنوا عدم تمكنهم من الحصول على الأغلبية النيابية”، مضيفة أن “حزب الله وحلفاءه في حركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي وتيار المردة واللقاء التشاوري للنواب السنّة المستقلين والنائب طلال أرسلان ومع التيار الوطني الحر يتمكّنون من الحصول على الأكثرية وبالتالي إسقاط مخطط انتزاع الأغلبية لمزيد من الحصار السياسي لحزب الله”.