مع تصاعد حدة التسخين على جبهة لبنان بين “حزب الله” من جهة وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، تركز المحادثات بين فرنسا والاحتلال الاسرائيلي على مستقبل الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، حيث تطالب حكومة العدو من فرنسا لعب دور في “كبح نفوذ الحزب وتحفيزه على التخلي عن الأنشطة العسكرية”.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن الاتصالات الجارية بين باريس والدول الأخرى “تجاوزت الجانب السياسي”، حيث عقدت اجتماعات استخباراتية بين مسؤولين أمنيين فرنسيين في تل أبيب، تلاها لقاءات مع الاستخبارات الأميركية والبريطانية في إحدى دول المنطقة، بجسب ما ذكر موقع “عربي 21”.
وركزت هذه المحادثات على سبل مساعدة الاحتلال في مواجهة “حزب الله” إذا حاول الدخول في الحرب، بما في ذلك النقاش حول المساعدة في حالة شن الاحتلال حرباً على لبنان.
وكشفت المصادر عن أن اجتماعات عقدت بين وزارات الدفاع والخارجية والاستخبارات في باريس وتل أبيب لبحث الوضع في لبنان، حيث قام الفرنسيون بمشاركة الإسرائيليين في خططهم المتعلقة بضرب “حزب الله”.
وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أنهم لم يعودوا قادرين على تحمل التصعيد مع “حزب الله”، مطالبين بدعم فرنسا والولايات المتحدة “لتعزيز القدرات العسكرية للجيش اللبناني على الحدود الجنوبية للبنان لمنع أي نشاط لحزب الله”.
وتكشف المعلومات أن الجانبين ناقشا “إقامة منطقة عازلة خالية من المسلحين تمتد حتى نهر الليطاني”، واقترح “الإسرائيليون” تشكيل تحالف أميركي ـ فرنسي ـ “إسرائيلي” للتعامل مع الأزمة، نظراً “لعدم ثقتهم في قدرة القوات الدولية على القيام بالمهمة”.
كما تم التطرق إلى “وضع” الجيش اللبناني، حيث طالبت “إسرائيل” بدعم فرنسا والولايات المتحدة ودول أخرى “لتعزيز قدراته لضبط الحدود”.
وتم اقتراح برنامج لتعزيز قدرات الجيش اللبناني ونشره في الجنوب بإشراف تحالف ثلاثي بين الاحتلال الإسرائيلي وأميركا وفرنسا.
وأفادت المصادر بأن الفرنسيين أشاروا إلى أن الأفكار الواردة من الجانب “الإسرائيلي” تبدو “غير واقعية”، وأنه يجب “السعي إلى إيجاد عناصر لصفقة كبيرة، تتضمن مشروعًا يضمن انسحاب إسرائيل من المناطق اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا أو تسوية وضع النقاط الـ 13 المتنازع عليها”.
ووفقًا للمصادر، تعتقد باريس أنه “يمكن الاعتماد على حزب الله للتوصل إلى صفقة، وأنه في حال قدم لهم عرضًا يعالج النقاط الحدودية مع التهديدات، فإنه يمكن إقناعه بسحب قواته إلى خلف نهر الليطاني”.
وتضيف المصادر أن “هناك فئة في فرنسا تعتقد أن حزب الله أضعف مما كانوا يعتقدون، وأن قدراته ظهرت أقل من تصوّراتهم، وأنه في حالة الحرب، يمكنهم تحقيق أمور تؤذي إسرائيل، ولكن الرد الإسرائيلي سيكون هائلًا، وإسرائيل قادرة الآن على التعامل مع جبهات متعددة، ولديها القدرة على تحويل جهودها العسكرية بين غزة ولبنان”.
وتقول المصادر إن الفرنسيين، الذين يطمحون بلعب دور في هذا السياق، يعتقدون أن “إسرائيل تسعى للحرب مع حزب الله”، وأنها تبحث عن حل سياسي لكنها “قد تفضل خطوات صعبة التنفيذ إذا لم يقبل بها حزب الله، مما قد يكون سببًا لتصعيد إسرائيل، وعلى حزب الله أن تأخذ هذا في اعتبارها”.
و تناقلت وسائل إعلام عبرية تسريبات حول دور باريس في التوسط بين بيروت وتل أبيب لتحقيق “حل دبلوماسي لخفض التصعيد” في المنطقة الشمالية، مشيرة إلى رسالة من الرئيس ماكرون إلى لبنان تشير إلى “تغيير في الواقع، وضرورة فهم التحولات الراهنة”.