أزمة نتنياهو تنتهي بمأساة غزة!

| محمد يونس العبادي | (*)

سيختم نتنياهو حياته السياسية بجريمة قطاع غزة، وستبقى هذه الأيام الصعبة في ذاكرة العالم كشاهد على سيرة سوداء في تاريخ العدو الإسرائيلي، ومن ورائه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

فما حظي به الاحتلال الإسرائيلي من دعم لا محدود لاستمرار آلة القتل والتهجير في قطاع غزة، كان صدمة للوعي العام العالمي الذي لطالما تحدث عن القيم وحقوق الإنسان، وتشدّق بمفاهيم ومقررات حماية المدنيين خلال الحروب، لتأتي هذه الحرب وتكشف عن وجه آخر للغرب، الذي حاول تدارك بعض الشيء منه في تصويته الأخير بمجلس الأمن، بامتناع بريطانيا عن التصويت، بموقف يحاول حفظ ماء الوجه، بعدما فضحت غزة الانجرار وراء “إسرائيل”، ليصل عدد الشهداء إلى ما يقرب من عشرين ألفاً.

لا شك أن نتنياهو حشد كل جهد، ليأخذ هذا الدعم من إدارة بايدن، وحاول أن يخوض معركته الأخيرة غير آبه بالنتائج الميدانية، بقدر محاولته الخروج من المشهد بصورة المنتصر بعيون الشارع الإسرائيلي، علّه يمحو ما لحق به من قضايا فساد، وحتى لو أجمع العالم على أنه مجرم حرب.

من يتأمل سيرة نتنياهو يدرك أن رحلته كانت من اليمين إلى أقصى اليمين، محاولاً في كل انزياح له أن يخوض حرباً أو يقود غزوة ضد الفلسطينيين، واليوم هو يرسم لنفسه هذه النهاية.

فالحرب على قطاع غزة، أثبتت فشل نتنياهو وحكومته، وصور المأساة من هناك هزت العالم، رغم أنها لم تهز معظم الساسة الغربيين. لذا فإنّ هذه الحرب التي يشنّها نتنياهو المأزوم، تنتج اليوم طبقة سياسية راحلة على ركام وآهات الغزيين، بدءاً بنتنياهو وليس انتهاء ببايدن.

وما الحاضر الذي نعيشه والمأساة في القطاع، سوى فصل من تاريخ أسود ينتهي بسوادٍ أكبر، الشاهد عليه الإجرام، والشهيدة هي غزة، فالمأساة التي سيتركها نتنياهو ستكنس معه حلفاءه جميعاً.

(*) المدير العام السابق للمكتبة الوطنية في عمّان ـ الأردن