أميركا وإذلال “إسرائيل”.. على طريق القدس

| مرسال الترس |

بعد شهرين وبضعة أيام على انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، لا يبدو أن القوى العالمية المتحكمة بمجلس الأمن الدولي، ستسمح بخروج الكيان الصهيوني مذلولاً من حرب وصراعات ستساهم في رسم وجه جديد لمنطقة الشرق الوسط لم تتضح ملامحه بعد. في حين نشرت كتائب “القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” في الأيام الماضية مقطع فيديو انتهى بعبارة مكتوبة باللغتين العبرية والعربية: “تل أبيب ستحرق والقدس ستتحرر”.

فهل المعطيات العسكرية المتوافرة لدى “حماس”، وبقية المنظمات العسكرية في قطاع غزة، قادرة فعلاً على تحرير القدس المحتلة بالقوة؟

العمليات العسكرية التي جرت منذ السابع من تشرين الأول الفائت، أظهرت أن “حماس” قد وجهت “صفعة قوية” لجيش العدو الإسرائيلي، الذي تفوق على أقرانه في الدول العربية في العقود السبعة الماضية وحمل زوراً عبارة “الجيش الذي لا يُقهر”، والمطلوب البناء على هذه الوقائع الملموسة للمستقبل.

والعمليات العسكرية أكدت أن الحرب يجب أن تبقى محصورة في قطاع غزة، فيما الآخرون إما يشاركون بخفر رغم رفع شعار “وحدة الساحات”، أو يتفرجون بانتظار مشهد النهاية.

والعمليات العسكرية أوضحت أن المقاومة في غزة لا زالت قادرة على توجيه الصواريخ إلى تل أبيب، رمز الكيان الصهيوني منذ نشأته. ولكن هل هذه الصواريخ قادرة على إحراق تل أبيب برمتها وتحرير القدس المحتلة؟

والعمليات العسكرية أظهرت في الشهرين الماضيين أن الآلة العسكرية الاسرائيلية الضخمة، قد دمّرت ألاف المباني السكنية في القطاع وجعلتها أطلالاً، ولا يبدو في حساباتها أنها ستتوقف قريباً، لأن كل القرارات الدولية ستسقط بالفيتو الأميركي. فيما نجحت المقاومة في غزة بتكبيد جيش العدو خسائر بأرقام غير مسبوقة في الجنود والعتاد والآليات.

العمليات العسكرية الاسرائيلية تهدف الى “تطهير” غزة من “حماس” وشقيقاتها، كما حصل في بيروت مطلع الثمانينات مع منظمة التحرير الفلسطينية، إذا لم تنجح في نقل قاطني القطاع الى صحراء سيناء. فيما عبرت “كتائب القسام” عن طموحاتها في الفيديو الأخير الذي وزعته. ولكن بالتأكيد، القوى العالمية والعظمى، ستكون لها كلمة في رسم الخرائط في العالم نظراً لمصالحها الاقتصادية الضخمة في هذه المنطقة.

ويُفهم من حجم القوة العسكرية التي وجهتها واشنطن إلى الشرق الأوسط ومحيطه العسكري، مياه الخليج والبحر الأحمر وامتداداتهما، من أحدث حاملات الطائرات إلى الغواصات النووية والمدمرات المتطورة، أنها لن تسمح بانهيار “قاعدتها العسكرية في هذا الشرق” حتى لو تطور ذلك الى حرب إقليمية أو أوسع.
ومن المتعارف عليه في العلوم العسكرية، أن “تحرير” أية منطقة يُفترض أن يحصل إما بالقوة، أو بالمفاوضات التي تؤدي إلى انسحاب. وفي الحالتين سيكون للقوى العظمى، أو الأقل شأناً، إصبعاً تحركه لتوجيه البوصلة! ومن الأجدى التشبّه بأداء المقاومة في لبنان، بدل السير على خطى إعلام “أحمد سعيد”!